01 أكتوبر 2025

تسجيل

الشعب السوري.. بين التوغل السبئي والسرطان الطائفي!

11 مارس 2013

لعل التطورات الدراماتيكية المتسارعة مؤخرا في حلبة الصراع السورية ـ ميدانيا بين المقاومة الشعبية والجيش الحر وبين جيش عصابة الأسد وشبيحته من جهة وسياسيا بين ائتلاف الثورة والمعارضة ومعهم القلة القليلة من الأصدقاء الأوفياء للشعب السوري وبين الكثرة المتآمرة في الحقيقة ضد الثورة من اللاعبين الكبار وأذنابهم الصغار في الحلبة ـ تفسر لنا لماذا يطول مشوار هذه الحرب بشقيها الميداني والسياسي، دون أن يظهر الغالب على وجه قوي يحقق التوازن وذلك بسبب مواصلة وضع العصي في العجلات كيلا تحرز الثورة تقدما حقيقيا ملموسا يرجح الكفة، لأنه يراد لها من قوى الظلام المحلية والإقليمية والدولية ألا ترتفع إلى حد الانتصار الحاسم طبعا مع عجز هذه القوى الجبارة عن أن توقف حركة السنن الكونية في تقدم هذا الحق على الباطل في جولات وصولات فارقات رغم تباين عتاد الفريقين إذ لا مقارنة إطلاقا، ولعل هذا هو وحده ما يجعل الثورة مستمرة باقية إذ إن ثقتها بحقها تجعلها لا تعول إلا على الله وتضحية الثوار الوطنيين حقا غير عابئة بنيران التدمير التي تحصد العباد والبلاد مما يعمق ثباتها على الأرض فتعيد الكرة تلو الكرة على جيوش الظلام وخفافيش الشبيحة لتدك أمس بابا عمرو في حمص العدية وتسيطر عليه تماما مع جزء من حي الإنشاءات بعد أن ظن الأشرار أنهم تمكنوا منهما منذ عدة أشهر وهكذا فالحق أقوى من الطغيان وهاهي كتائبه تدقه من جديد ويحرز أبطاله أكبر التقدم والانتصار في دير الزور وريف حماة وتتهاوى طائرات الغدر كل يوم لنبقى مع ورود الآمال فالتشاؤم علامة العجز وأي تشاؤم يمكن أن يستحوذ على القلوب ومحافظة الرقة تسقط بكاملها ويؤسر محافظها ورئيس الحزب والأمن فيها قبل أيام، إنني أجزم أنه مع هذه البطولات الخارقة لو تبنت دولة صادقة حقا ومهما كانت صغيرة أولئك الأشاوس لصنعوا المعجزات العظيمة وفي زمن قياسي، لكن الحر يسأل أين الرجال أليس في منتهى العجب والخيبة أن تجد من يدعم اللانظام القاتل من صهاينة وطائفيين بكل وقاحة دون مواربة لأجل حماية إسرائيل والباطنيين دون أن تجد الحاكم البطل المنتظر الواهب جل ما لديه من موارد بشرية وثروات لحماية المدنيين والمظلومين والسجناء والمشردين ونصر الثوار الذين يدافعون عن كل حر ليقطعوا الطريق أمام مشاريع التوغل السبئي والطائفية السرطانية المصاحبة له على الدوام، ولعل ما نلمسه من حرب إعلامية وسياسية بل وميدانية اليوم كيلا يسقط هذان الخبيثان هو ما يفسر الخوف الذريع من بزوغ فجر الحرية بعد ليل الاستبداد الطويل، وإن هذا الدرس الذي يعلمه المستعمر والمحتل الكبير للمستبد والدكتاتور الصغير هو المنهج الذي لم يشذ من قبل ولا من بعد حفاظا على مكاسبهما ولو هلكت العباد والبلاد، ثم لا تسأل أبداً عن الضمير فإن فاقد الشيء لا يعطيه ألم ينفذ المجرم حافظ الأسد الشعار الذي طرحه منذ يوم 8/3/1963 من القرن الماضي أن الرجعية أخطر من إسرائيل ويجب القضاء عليها قبل إسرائيل، فوفى بتعهده للصهاينة الأرجاس وقتل وقبر جماعيا عشرات الآلاف وشرد الملايين ليضمن حق المحتل فالمستبد لابد خادم له وهو الأخطر، وما المجازر التي يقترفها الجزار ابنه بالمئات إلا امتدادا لعشراتها التي ارتكبها هو قبله، ولاشك أن الكرسي له ثمن وإن هذا لهو أرخص شيء لديهما عند أسيادهما وما أشبه الليلة بالبارحة فهذا نوري بل ظلامي المالكي الطائفي الحاقد يصرح بمنتهى الوقاحة أنه إذا أحرزت المعارضة السورية تقدما أو انتصارا فإن حربا أهلية ستبدأ في لبنان وإن الأردن سوف يقسم وإن الحرب الطائفية ستندلع في العراق - أما يكفي ما يعانيه من مشكلات ضده في بلده - أي إن كل حال لابد أن يكون في صالح الجزارين الطائفيين إلا انتصار الثوار على الأشرار ولا غرو فالأشرار هم شركاؤه والأخيار هم أعداؤه ويكفي أن الايدولوجيا مختلفة وأن ولاية الفقيه هي الحاكمة عليه وأن هذا هو هدف إيران الذي هو تابع لها وأمريكا التي هو صنيعتها حتى قال أحد رجال ائتلاف دولة القانون: وما المانع أن يكون المالكي ذكيا فيرضي إيران وأمريكا في وقت واحد، فلا ريب أبداً أن أهداف الصهاينة والباطنية تتلاقى عبر التاريخ وإن كانت الثانية أخطر لأنها تمثل الطائفي الحاقد المستبد فها هو المالكي يسخر جنوده وقاذفاته لمناجزة الجيش الحر على معبر اليعربية مع الحدود العراقية كما سخر نصر الله جنوده لمناجزة واحتلال القرى التسع السورية الحدودية مع لبنان. إن العدو المتربص واحد، إسرائيل وأمريكا وروسيا والصين التابعة وإيران وعراق المالكي وحزب الله الطائفيين الذين يتقربون إلى ملاليهم بذبح السنة بالسكاكين كما حدث أمس في المليحة بريف دمشق وكما حدث لأربعة عشر من المدنيين الذين وجدوا قتلى في نهر قويق في حلب وكما سلط الجزار صواريخ سكود أمس على الشمال السوري، ورغم كل هذا فقد تزايدت الانشقاقات حتى من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد حيث انشق أمس خمسمائة جندي، والآخرون إذا تمكنوا فسوف يفعلون مما يؤيد أن الحل السياسي الذي تسعى له السياسة الأوبامية الحربائية مع البوتينية الدببية الغبية واللتان يبدو أنهما قد اتفقتا على إبقاء الجزار المجرم هذه المرحلة الانتقالية على ما تريان سوف لن ينجح مادام الشعب ومقاومته والجيش الحر لمكرهما بالمرصاد، هؤلاء الذين لن يبيعوا ضمائرهم كما باعها ويبيعها هؤلاء بجميع ما في الأرض من أموال وإغراءات وهكذا ففسطاط أهل الشام ساحة الحق وما يعده الصهاينة والمستعمرون والباطنيون ومن معهم والذين اتفقوا على عشق الظلام هو ساحة الباطل، وليقل كيري وزير الخارجية وهاغل وزير الدفاع الأمريكيان ما يشاءان من أن في إيران حكومة منتخبة ولينفذا طلبها أن تبقى ذات دور إقليمي خصوصا في العراق وسوريا ولبنان وليوافقهما أوباما فالقول في النهاية ما تقوله الشعوب طال الزمن أو قصر وإن جولة الباطل ساعة وإن صولة الحق إلى قيام الساعة.