18 سبتمبر 2025
تسجيلحزم التواصل بين البلدين السعودية وقطر مستمرة ومكثفة خاصة خلال الفترة الحالية حيث كان سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الرياض خلال الأسبوع الماضي يلتقي بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في زيارة لم تكن بعيدة عن سابقتها في تأكيد مميز على عمق العلاقات وأهميتها بين البلدين لاسيَّما في هذه الفترة التي تشهد تحولات مفصلية تعم المنطقة وتستلزم العمل المشترك بين القيادتين لما لبلديهما من الأهمية والمكانة في المشهد العربي خاصة والعالمي على وجه العموم. فإلى جانب السعي المشترك بين المملكة وقطر لتمتين العلاقات البينية من خلال مجلس التنسيق السعودي القطري الذي أطلق في العام 2008 م لحفز العمل البيني بصورة واسعة تشمل مختلف المجالات وفقاً لمضمون البيانات الرسمية الصادرة من البلدين بخصوصه تجاوزاً لمرحلة من الفتور التي شابت العلاقة بين البلدين فقد كان المجلس التنسيقي نواة جديدة تستحضر أهمية العلاقات التاريخية ومستقبلها وضرورة تواصلها في حجم كبير من المتانة والفهم العميق الذي تبدو ملامحه وأهميته الآن حيث الظروف العربية المحيطة وتبعات التحولات في عدد من الدول العربية تبعاً لما يسمى بالربيع العربي. ونظراً للمكانتين السعودية والقطرية وأهمية القيام بدورهما التاريخي تجاه المجريات يبقى التواصل سمة طبيعية ومستمرة بين القيادتين ذات الثقل الاستراتيجي المؤثر بل إن تلاقي الرؤى بين البلدين بشأن أحداث سوريا تحديداً دون سواها من الدول العربية في أجندات البلدين كثف من حزم التلاقي والزيارات والمشاورات البعيدة عن نمطية التنميق في المفردات بل تحكمها الصراحة والشفافية إلى أبعد مدى. فدولة قطر تقوم الآن بدور عربي محوري متعمق في الملف السوري أسوة بموقفها المشرف مع الثورة الليبية والذي جاء انسجاماً مع روح الأمانة والمهمة العربية التي تسترعي مصالح الأمة وصيانة حياضها من جملة المهددات الراهنة والاستهدافات الإقليمية والدولية المبطنة فكان لقطر الريادة والحضور بدور فاعل ومعلن رغم امتعاضات المشككين وأصحاب قصر النظر من سياسيين وإعلاميين وغيرهم فلم تكن قطر يوماً ما سوى الأمين على مصالح الأمة برؤية متطلعة وغير تقليدية. وتجاه أحداث سوريا تتجدد المهمة القومية لقطر التي تصدح بأهمية معالجة الوضع السوري بما يحفظ لهذا الوطن الشقيق كيانه وسلامة شعبه وكرامتهم وهو ما تتوافق معه القيادة السعودية بقوة وعلنية حسب المواقف والمباحثات الدولية التي تقوم بها وبعد سلسلة النداءات التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين بشأن الوضع المخيف في سوريا. ورغم أن البيان الختامي الذي أعقب زيارة سمو أمير قطر الأخيرة للسعودية ولقائه بخادم الحرمين الشريفين لم يكن بياناً تفصيلياً إلا أن لقاء بحجم قيادة البلدين وأهميتهما وفي مثل هذه الظروف يستقرئه المتابعون بأهمية بالغة وربما يستخلصون منه أيضاً جملة من المؤشرات حول العمل المشترك تجاه ما يجري في سوريا خاصة بعد المواقف الروسية والصينية والفيتو المزدوج للبلدين في مجلس الأمن وإحباط العامة من قرارات مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس الذي أحجم عن تسليح المعارضة وأتاح قدراً من المساحة أمام النظام هناك لتكريس قمعه وممارساته تجاه الشعب الأعزل. ولكون الملف السوري ظل مفتوحاً دون قرارات دولية صارمة تظل المتابعات مهتمة بجهود كوفي عنان كمبعوث أممي وعربي في الشأن السوري وكذلك انتظار محصلة المؤتمر المرتقب لنفس الشأن في اسطنبول. لذلك تتكثف الجهود السعودية والقطرية نحو أهمية الخروج بالقرارات الدولية المناسبة بتفعيل دبلوماسية البلدين أملاً في حلول عاجلة تضمن انقضاء الأزمة السورية بما يضمن سلامة الشعب السوري وتحقيق كرامته ومطالبه. [email protected]