19 سبتمبر 2025

تسجيل

أهمية الاستدامة في تقديم الأنشطة المجتمعية التطوعية في ظل الجائحة

11 فبراير 2021

مثل غيرها من الأنشطة، وقعت الأعمال الخيرية والتطوعية في مرمى نيران الجائحة الصحية المعروفة بكوفيد-19 وما تمحور منها أخيرا، فكما تؤثر المؤسسات التطوعية والخيرية في المجتمعات والأفراد أينما وجدوا، فإنها وبلاشك تتأثر بالأزمات من حولها، لكن الملاحظ أن الأنشطة التطوعية تواجه الأزمة الحالية بشموخ وقوة رافضة التقاعس عن أداء دورها كونها تحمل رسالة العطاء للبشرية جمعاء، ولأنها تتحلى بمرونة عالية في إعادة تمركز جدول أنشطتها في وجود الطاقات البشرية المتسلحة بالقيم الإنسانية، وتوفر التكنولوجيا الحديثة في تقديم البرامج المنوعة لتصل إلى أبعد نقطة مجتمعية. لعل الأزمة الصحية الحالية أضاءت الطريق لمجالس الإدارات العاملة في الجمعيات التطوعية في الدفع نحو إيجاد إستيراتيجية عمل أكثر تأثيرا للاستمرار في العطاء، وهذا يتمثل في كثير من التوجهات التي عززت من برامجها كرفع الحالة المهنية لأعضائها وتعزيز عنصر الاحتراف خصوصا في ما يتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتقديم خدمات التقنية التصويرية والفيديو لإرسال المواد التعليمية ذات الفائدة المرجوة إلى أكبر عدد من الجمهور. من هذا المنطلق نقول إن التأهيل الموجه إيجابيا لطاقات المتطوعين الأعضاء وتسخير شبكات وبرامج "الأونلاين" في دعم التواصل ساهم وبشكل فعال في استدامة الأنشطة التطوعية والحفاظ على استمرارية العمل من دون أي انقطاع، مع الالتزام التام بجميع البروتوكولات الصحية المتبعة في ظل الأزمة المستمرة في حال التواصل المباشر، فالعمل مستمر وبديناميكيته المعهودة بالرغم من تداعيات وتطورات الجائحة. وللتدليل على استمرارية نهج العمل المجتمعي يأتي الحضور الخيري بارزا في المعرض السنوي الثاني للمؤسسات والجمعيات الخاصة الذي تشرف عليه وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية والمزعم إقامته في الخامس والعشرين من شهر فبراير، حيث يعد المعرض ملتقى توعويا وتثقيفيا تلتقي فيه الإبداعات والطاقات المهنية والشبابية لتقدم ما في جعبتها من أنشطة وبرامج تعليمية وإرشادية على مدى ثلاثة أيام. كذلك ستقدم الجمعيات محاضرات تثقيفية إلى الجمهور تتعلق بآخر التقنيات التطبيقية والنظريات الحديثة والأساليب العملية والتي من شأنها الارتقاء بالعمل الخيري والتطوعي بحسب توجه وتخصص كل جمعية مشاركة. ويحمل مثل هذا الحراك الخيري دلالات أخرى تتمثل في تعزيز العلاقة بين المؤسسات والجمعيات الخاصة وبين المجتمع المحلي بكافة أفراده وأسره مما يساهم وبشكل مباشر في توثيق أواصر الترابط والتكافل المعرفي بين جميع الجهات ذات الصلة، ومن هنا لابد من الإشارة إلى الدعم المشهود الذي تقدمه إدارة الجمعيات والمؤسسات الخاصة التابعة لوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، فإن مثل هذا الدعم يشكل رافدا مهما للحفاظ على ديمومة النشاط الخيري والتطوعي للجمعيات الخاصة وبالتالي يصب في مصلحة المجتمع الأكبر وهو الوطن الغالي. رئيس جمعية مهندسي البترول القطرية