11 سبتمبر 2025
تسجيلفي هذا النص.. لا ينفصل غانم السليطي، المواطن المغلوب عن غانم المؤلف والفنان ولا ينفصل كلاهما عن غانم المؤدي والمنتج.. كل هذا جزء من غانم المواطن القطري، الخليجي، العربي، نعم غانم الذي يتذكر طفولته في حواري البحرين، ولا عن رحلاته إلى الشارقة، حيث الأهل والاخوة.. غانم كما صرخ ذات يوم هو ذاته الذي يصرخ الآن.. لماذا كل هذا؟ كانت السنن تمخر عباب البحار وفي كل ميناء أخ وزميل وصديق.. غانم هو الحكاء الذي كان يسرد على مسمعنا ذكريات المكان في الامارات، وهو بصحبة الأهل، كان يعيد عقارب الساعة إلى الوراء في سعادة طفولية أما عن حبه وعشقه لمدينة تربعت على حنايا قلبه.. الدوحة – فحدث ولا حرج، الدوحة مدينة سجلت حضورها الأبدي بين ثنايا قلوبنا جميعاً، مدينة خلقت كينونتها عبر طيبة أهل قطر.. أليس من حقه وحقنا أن نطرح على ذواتنا لماذا؟ من حق غانم ومن حقنا أن نطرح على ذواتنا ألف ألف سؤال من المستفيد؟ وما الغاية.. ولماذا هذا الاطار من الكوميديا السوداء، آه، أيها الحزن.. هذا الحزن الذي يغلف ذاكرة فلذات اكبادنا ذات يوم ويترك جرحاً لا يندمل مع الاسف. غانم.. لم يعد الحداء يرفع الصوت وهو ينتقل مع الركب يقطع المسافات ليس بمقدوره ان يستوقفه.. يرفع صوتا فترد الصحراء من عمان حتى الكويت صدى صوته، ويسمع في كل مكان تلك النغمة الأزلية "يا حي من جانا-" ولم يعد النهام يترنم فوق الفنة فيردد لصدى صوته كل النوارس من بحر العرب حتى فيلكا، لم يعد المنشد والمغني يرفع صوته في الافراح وهو يقول "لمع البرق اليماني.. وشجاني ما شجاني" نعم يا صديقي سكت النهام، وسكت الحداء، وأسكتوا صوت المراويس.. واستبدلوا كل ما هو شجي بأصوات المتاجرين بالباطل.