20 سبتمبر 2025
تسجيلقطر ليست بحاجة إلى من ينصب عليها ويدغدغ مشاعرها بأشعار وعبارات إطراء أساسها الخداع والخبث مثل هذه المهرجانات لم تعد تقوم على نشر مفهوم الثقافة والتراث بقدر ما تقدم سخافات سياسية مفضوحة كان مهرجان الجنادرية في الثقافة والتراث يقدم في السنوات الماضية بصورة حقيقية ومفيدة لمصطلح الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال احياء الثقافة السعودية والعربية ومن ثم فهو من المهرجانات التي كانت بارزة على المستوى العربي من ناحية التنظيم واستقطاب اصحاب الهم الثقافي والتأثير في المتلقي بشكل مميز .. ولكن هذا كان قبل يونيو 2017 م . ولكن اختلف الوضع في هذه الايام عندما زج بالسياسة في مهرجان الجنادرية ليكون من المنابر التي لا تخدم الثقافة ولا التراث بقدر ما تنشد رفع شعار التطبيل للتوجهات السياسية للمملكة العربية السعودية وبصورة مخجلة . حتى الشعب السعودي كان مستغربا : عرف عن الشعب السعودي الأصيل مدى حبه للثقافة وارتباطه بالتراث وفنونه ومجالاته التي يكن لها كل التقدير والاحترام لما لهذا التراث من مكانة كبيرة في نفوس هذا المجتمع عبر العقود الماضية ، وذلك عندما يقدم " مهرجان الجنادرية " بشكل ترفيهي جميل ممزوج بالأصالة والهوية . ولكن اختلف الوضع في هذا التوقيت بالذات فلم يعد " مهرجان الجنادرية " سوى احد الاحتفالات العابرة التي سيمر مرور الكرام لأن نشاطاته خاوية من الفعاليات التي ينشدها الشعب السعودي الذي يعيش أسوأ ازماته السياسية في هذا العصر كما يعيش كارثة اجتماعية وانتكاسة مالية واقتصادية بشكل يدعو الجميع الى مقاطعة هذا المهرجان التطبيلي .!! . ولهذا نجد أن : نسخة 2018 م من هذا المهرجان لن يكتب لها النجاح كما كان في الاعوام السابقة ، فهي نسخة خاوية من الابداع ولا تقدم للشعب السعودي أية توجهات حقيقية نحو الحفاظ على هويته ولا رعاية اهتماماته التي كان ينشدها في السابق . بجانب أن التغيير في شكل المهرجان لهذا العام وإلصاقه بالسياسة بدرجة كبيرة جعل الجميع يستغرب من هذا التوجه ، ويتساءل : أين الثقافة المنشودة ؟ . وأين الاهتمام بالتراث ؟ . وهل أصبح الشعر الشعبي المبتذل صورة من صور التطبيل للنظام لتحقيق مكاسب سياسية ؟ . ومن المستفيد من كل هذا التهريج ؟ . وإلى متى يستمر انعقاد مثل هذه المهرجانات الفاشلة التي لا تقدم اية وجبة ثقافية ولا تراثية لهذا المجتمع الغارق بديونه وأزمته الاجتماعية والاقتصادية ؟ . نقطة تحول : ولعل نقطة التحول في مهرجان الجنادرية لهذا العام تكمن في محاولة تغطية الحكومة السعودية على انتكاساتها وهزائمها السياسية خلال الشهور الثمانية الماضية .. خاصة بعد افتعال الازمة مع دولة قطر حكومة وشعبا بلا أية مبررات ، والبحث عن عوامل بديلة لترضية الشعب السعودي بصورة مفضوحة ؟!! . وهذا التحول يجعل مثل هذا المهرجان التراثي يتحول الى صورة مضحكة في تاريخ المملكة السياسي في وقتنا المعاصر بدرجة امتياز ؟!! . وبالرغم من الاشارة الى دولة قطر في افتتاح الجنادرية .. الا ان قطر ليست بحاجة إلى من ينصب عليها ويدغدغ مشاعرها بأشعار وعبارات إطراء أساسها الخداع والخلط في المفاهيم ، كما هو الحال اليوم مع اعلام دول الحصار المحرض ضد قطر حتى هذه اللحظة ؟! ... فمثل هذه الحماقات لم تعد تقوم على الاخلاص في الثقافة والتراث بقدر ما تقدم سخافات سياسية مفضوحة وممنهجة ؟!! . لم نعد نصدق ما يقوله شاعر الجنادرية الدجال والمتلون " مشعل الحارثي " ، فهو يمتدح قطر اليوم ، ولكنه يتناقض مع نفسه بعد ان شتم قطر وشعبها بالأمس .. فهو الذي قال في وقت سابق : " علّموا شبه الجزيرة تلمّ كلابها " ؟!! . كلمة أخيرة : ظهر الخائن " سلطان بن سحيم آل ثاني " في افتتاح مهرجان الجنادرية 2018 م وكان مثيرا للسخرية من قبل أهل الخليج كعادته في كل مرة .. فهو لا يمثل بلده ولا يمثل الثقافة في قطر .. بل زج به للظهور لتحقيق مكاسب سياسية سعت السعودية الى تحقيقها في هذا المهرجان .. بدليل انه تحدث بلغة مقعرة ومرتبكة وثقافة سطحية أساسها الجهل في الخطاب وضعف في الأداء والمواجهة ؟! .