04 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتهت مباحثات الوحدة في الدوحة بين طرفي الانقسام الفلسطيني، برعاية حكيمة من القيادة القطرية، لتسجل نجاحا يحسب لصالحها، فيما كانت فشلت جهود من أطراف عربية أخرى بتحقيق إعادة الوحدة للحركة الوطنية الفلسطينية، وأطراف أخرى كانت قد أخذت على عاتقها ذلك واستأثرت بملف المصالحة عدة سنوات دون طائل، فتخلت في النهاية عنه، بل وأدارت ظهرها للقضية الفلسطينية بكل مفرداتها السياسية والأمنية.بعيداً عن الكاميرات ووسائل الإعلام، اختارت كلا من حركتي فتح وحماس أن تكون الدوحة وبرعاية قيادتها، مكاناً لإجراء اللقاءات الثنائية، لمعالجة أزمة الوضع الفلسطيني الداخلي، وتحريك عجلة المصالحة المتعثرة منذ أكثر من عام ونصف العام.فهل يمكن القول بعد يومي المحادثات(الأحد والإثنين) بين قطبي الانقسام فتح وحماس، إن الدوحة نجحت في تحقيق اختراق في جدار المصالحة الفلسطينية. للإجابة على ذلك لا بد من قراءة موضوعية عميقة ودقيقة لمسار اللقاء، وللتصريحات الصادرة عن الجانبين.هناك إجماع بين المراقبين والمهتمين بما جرى داخل الغرف المغلقة، أن أجواء إيجابية وأخوية سادت المناقشات والحوار، وبعض التسريبات، تقول إن المسؤولين القطريين تدخّلوا لبعض الوقت لمعالجة العقبات وضبط الأمور، تأسيسا على الاتفاقات السابقة (القاهرة والدوحة) وآليات تنفيذها التي تضمنها ما يعرف ب(اتفاق مخيم الشاطئ).وفق البيان الصحفي لحركة(حماس)، أكدت أنه جرى التوصل إلى تصور عملي محدد لإنجاز المصالحة "توصل الجميع إلى تصور عملي محدد، سيتم تداوله والتوافق عليه في المؤسسات القيادية للحركتين، وفي الإطار الوطني الفلسطيني مع الفصائل والشخصيات الوطنية، ليأخذ مساره إلى التطبيق العملي على الأرض".القراءة المتعمّقة لبيان (حماس)، نلحظ ثلاث مسائل، الأولى، التوافق على تجاوز وتذليل العقبات التي اعترضت تطبيق المصالحة، وهذه خطوة مهمة، والثانية، البدء فورا بإجراء مشاورات داخلية لما تم الاتفاق عليه في المؤسسات القيادية للحركتين ليأخذ مساره إلى التنفيذ، والثالثة، طرح ما تم التوصل إليه في الدوحة على منظومة الفصائل ومجموعات العمل الوطني قبل البدء في تطبيقه.وهذا يعني أن تبدأ اللجان المختصة المنبثقة عن اجتماعات الدوحة عملها فورا، أي أن تبدأ لجنة الانتخابات المركزية بتحديد وتجديد سجل الناخبين في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه تستمر لجان المصالحة المجتمعية في عملها، وكذلك الحال بالنسبة لإقرار قانون الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلس الوطني، وانطلاق المشاورات لتشكيل حكومة الوحدة من الفصائل، وبالتالي نحن نأمل الآن التنفيذ الدقيق والأمين للاتفاق بحذافيره، "وأن يتمّ طرد باقي شياطين الجن والإنس من تفاصيله "، ونعني بذلك المشاكل الأمنية والمعتقلين ووحدة القرارات السيادية ووحدة السلاح والأجهزة الأمنية..إلخ. وأوضحت مصادر (فتحاوية) في الدوحة، بأن المباحثات في البداية تمحورت حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ووضع اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة ومخيم الشاطئ موضع التنفيذ، إضافة إلى حسم مصير موظفي أجهزة الأمن في قطاع غزة المعينين من حركة (حماس)، وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد تشكيل الحكومة وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وعقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت للمنظمة.وذكرت وكالة (معا) الإخبارية أن حركتي فتح وحماس توصلتا في الدوحة إلى شبه اتفاق، أو ورقة عمل بشأن المصالحة، مشيرة إلى موافقة حماس على تسليم إدارة معبر رفح إلى حرس الرئاسة، بينما يبقى موظفوها الحاليون العاملون في المعبر على حالهم. قطر بذلت جهودا كبيرة في ملف المصالحة الوطنية، كما أن حرص قطر على إعادة إعمار قطاع غزة وتوحيد الشعب الفلسطيني يشكل سمة من سمات قيادة الدولة العروبية، والحريصة بالقوة ذاتها على جمع شمل شعوب الأمّة العربية.. وإلى الخميس المقبل.