14 سبتمبر 2025
تسجيلالحديث عن التقشف وتوحيد الجهود والدمج بين الوزارات والمؤسسات داخل الدولة ما زال حديث الناس والعديد من المغردين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال المطالبة بحسن التخطيط وتحسين الخدمات مع تقليل هدر المال العام وترشيد السياسات لصالح هذا الوطن، ومن الجوانب الإيجابية لشبكات التواصل في هذا التوقيت بالذات هو هذا الانفتاح، بجانب حرية التعبير التي منحت للجميع دون استثناء في شتى قضايا الوطن، كما أن الازدواجية في العمل الحكومي أحيانا تفرض على الجميع التعبير عن الرأي الذي يخدم الصالح العام في المرحلة الحالية والمرحلة المقبلة بشيء من الحرص والوضوح مع الرأي العام في اتخاذ القرار الصائب .وفي هذه الأيام يتحدث الكثيرون عن الحاجة لتوحيد الجهود الطبية تحت غطاء واحد، بسبب التشابه في التوجهات وطبيعة العمل، وهو ما سيعود علينا بالفائدة المرجوة، مع عدم نسيان الاهتمام بالتقطير في الوظائف الإدارية والقيادية بشكل دائم في جميع هذه المؤسسات .مؤسسة حمد الطبيةلعل مؤسسة حمد الطبية من المؤسسات الصحية العريقة داخل المجتمع القطري، وقد ساهمت عبر العقود الماضية في خدمة المجتمع بشكل كبير، وهي مؤسسة لها رؤيتها وأهدافها التي تكمن في أن المؤسسة:هي مؤسسة الرعاية الصحية العامة الأولى في دولة قطر، وظلت توفر الرعاية الصحية للسكان طوال ما يربو على الثلاثة عقود من الزمان، حيث توفر خدمات آمنة وحانية وفعالة لكافة المرضى.كما أنها تدير ثمانية مستشفيات، منها خمسة مستشفيات تخصصية، وثلاثة مستشفيات عامة، وتدير كذلك خدمات الإسعاف وخدمات الرعاية الصحية المنزلية، حيث حصلت كل هذه المرافق على الاعتماد الدولي من قبل اللجنة الدولية المشتركة . هذا بالإضافة إلى أنه في إطار جهود المؤسسة المستمرة للارتقاء بمرافقها وخدماتها، فقد قامت المؤسسة بتنفيذ برنامج طموح للتوسعات يستهدف مختلف مجالات ومناطق الحاجة على نطاق البلاد .ومن جهة أخرى: تواصل مؤسسة حمد الطبية تقدمها في مسيرة التطور لتصبح أول نظام صحي أكاديمي في المنطقة، وهي ملتزمة ببناء إرث غني من الخبرات في مجال الرعاية الصحية بدولة قطر، كما تمتلك المؤسسة شراكات مع عدة شركاء على أعلى المستويات داخل دولة قطر وخارجها، مثل كلية طب وايل كورنيل في قطر، ومعهد تطوير الرعاية الصحية الأمريكي، ومؤسسة "بارتنرز هيلثكير" الأمريكية، في بوسطن .ويعرف عن مؤسسة حمد الطبية أنها واحدة من أضخم القوى العاملة في دولة قطر، ويلتزم الجميع في مؤسسة حمد الطبية بإيصال خدمات الرعاية الآمنة والأكثر فعالية وحنواً لكل مريض من المرضى، بجانب أنها توفر خدمات الرعاية الصحية في قطر لما يزيد عن مليوني نسمة من الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في دولة قطر .فالمؤسسة منظمة متعددة الجنسيات وتعمل في أجواء مثيرة؛ مع ما يزيد عن 60 جنسية مختلفة تعمل يداً بيد لتحقيق هدف واحد، يتمحور حول إيصال أفضل خدمات الرعاية الصحية على الدوام لجميع مرضانا وللمجتمع ككل. كما تعد المؤسسة أول منظومة مستشفيات في الشرق الأوسط تحصل على الاعتماد المؤسسي من المجلس الأمريكي للتعليم الطبي العالي (ACGME-I)، وبذلك تؤكد مؤسسة حمد الطبية تميزها في طريقة تدريب خريجي كليات الطب من خلال برامج تدريب أطباء الامتياز وبرامج الأطباء المقيمين وبرامج الزمالة .مركز سدرة للطب والبحوث وهو من المراكز التي تم تشييدها قبل سنوات في دولة قطر، بهدف الارتقاء بالبحوث الطبية، وهو ما يساير اهتمام الدولة بهذا المجال، حيث يعد – كما جاء في صفحة المركز الإلكترونية:مركزا طبيا أكاديميا يعمل وفق أحدث ما توصل إليه العلم من النظم الرقمية، ليضع معايير جديدة في رعاية المرضى من النساء والأطفال في دولة قطر ومنطقة الخليج العربي والعالم، وسيعمل المركز على تحقيق ثلاث مهام أساسية مثل: تقديم مستوى عالمي من الرعاية السريرية والتعليم الطبي والبحوث الطبية الحيوية، هذا وتوظف السدرة ممارسي الرعاية الصحية من ذوي المستوى العالي لتقديم رعاية للمرضى تتميز بمستوى عالمي، وكذلك البحوث السريرية المتقدمة ووضع معايير جديدة في مجال الصحة للمرأة والأطفال، والتعليم الطبي هو أحد المهام الأساسية لمركز السدرة للطب والبحوث، وهو ملتزم بتوفير جودة التعليم والتدريب للعاملين وطلاب الطب التابعين له وإلى الأطراف الشريكة ذات الصلة. ففي مجال "تدريب الطلاب" سيكون المركز المؤسسة التعليمية الأولى لكلية طب (وايل كورنيل) في قطر، من خلال توفير الفرصة أمام الطلاب لتطوير مهاراتهم السريرية، والمشاركة في أحدث الأبحاث العلمية الطبية الحيوية في أكثر المراكز تطورا، وفي مجال تدريب المحاكاة يسعى إلى تأهيل قيادة فريق مخضرم من اختصاصيي وفنيي المحاكاة، سيقوم مركز المحاكاة التابع لمركز السدرة بتوفير التعليم الخاص بالمحاكاة لجميع موظفي مركز السدرة وطلاب الطب التابعين للسدرة والشركاء المعنيين وأفراد المجتمع الذين يقدمون الرعاية للنساء والأطفال وأسرهم .ضم المؤسستين لتوحيد الجهود لاشك أن توحيد العمل في مجال الرعاية الصحية مع البحوث والدراسات تحت مظلة واحدة يساهم مساهمة كبيرة في تحقيق الجوانب الإيجابية الآتية:- العمل لخدمة هذا الوطن تحت مؤسسة واحدة تقدم خدماتها للمواطن والمقيم معا لتحقيق أهداف وتطلعات رؤية قطر الوطنية 2030.- تقديم العمل المتكامل بصورته العصرية المطلوبة في مجال الرعاية الصحية وما يستجد من بحوث ودراسات حديثة. - عدم تشتيت المال العام والجهد والوقت وتوفير كل ذلك للمصلحة العامة وميزانية الدولة التي تحتاج إلى الترشيد في مثل هذه الظروف التي تمر بها كل دول الخليج المجاورة بسبب انخفاض أسعار النفط وتوقع تردي الأوضاع المالية وانخفاضها إلى أدنى مستوياتها .التقطير والاستثمار في الإنسان القطريمع أمنياتنا لسعادة الدكتورة حنان محمد سالم الكواري وزيرة الصحة الجديدة بالتوفيق طوال فترة وزارتها في الارتقاء بهذه المؤسسة المهمة ووزارتها الجديدة نحو الأفضل مع عدم نسيان عامل تقطير المؤسسة من جديد بما يساير السياسة الجديدة للوزارة في العهد الجديد، وبخاصة تقطير المناصب القيادية للمؤسسة والوزارة على السواء، ومنح القطريين الثقة من جديد بما يواكب المرحلة القادمة في ظل اهتمام سمو أمير البلاد المفدى ببناء الوطن ورؤيته الثاقبة. كلمة أخيرة نتمنى تحقيق هذه الرؤية والاقتراح الذي يسعى إلى خدمة هذا الوطن، الذي يعلق على مؤسساته وأبنائه الكثير من الآمال في البناء والتنمية وإقامة مشروع قطر الصحي الرائد لخدمة أجيال اليوم وأجيال الغد، وهو يحقق رؤية سمو أمير البلاد المفدى – حفظه الله .