15 سبتمبر 2025

تسجيل

كن رشيقاً

11 فبراير 2014

تمنيت لو كان اليوم هو يوم للرياضة في عالمنا العربي.. وليس يوم الرياضة في قطر.. تمنيت أن يخرج الملايين رجالاً ونساء من العاملين فى دواوين الحكومة والشركات والمصانع والشباب والطلاب فى الجامعات والمدارس فى الشوارع والميادين العامة والملاعب والحدائق والمتنزهات، ليمارسوا أي نوع من الرياضة لتنشيط الدورة الدموية والذهنية وتحريك العضلات المتكلسة!!إن مبادرة سمير أمير البلاد بتخصيص يوم للرياضة في دولة قطر، يجب أن يحتذى بها الجميع فى عالمنا العربى.. فهي مبادرة حضارية تنم عن فكر مستنير ورؤية مستقبلية ثاقبة.. فالرياضة تنمي العقل والجسم.. وكما قالوا: إن العقل السليم فى الجسم السليم.إن الإنسان الذى يمارس الرياضة بهواية وحب هو إنسان مثالى فى جسمه وعقله وخلقه.. والأمم والشعوب تقاس حضارتها بمدى تقدمها الرياضى، ليس على مستوى الرياضة الاحترافية فقط، ولكن على مستوى الممارسة الرياضية.. ولذلك فإن دول أوربا وأمريكا والعديد من الدول الآسيوية تفوقت علينا بمراحل فى كل شيء لأنها تمارس الرياضة على أرض الواقع وليس على الورق.. الشعوب كلها فى هذه الدول تلعب الرياضة.. كل مواطن ومواطنة يمارس الرياضة بطريقته.. هناك من يجري وهناك من يلعب التنس وتنس الطاولة.. وهناك من يركب الدراجة.وبمناسبة الدراجة.. فالملايين في هذه الدول المتقدمة يتركون سياراتهم ويستخدمون الدراجات فى تنقلاتهم والذهاب إلى أماكن عملهم ومكاتبهم.. بينما نحن هنا فى معظم الدول العربية نحرص على ركوب سياراتنا لمسافات قصيرة جداً، قد لا تستغرق دقائق معدودة مشياً على الأقدام.. لذلك تحولنا إلى شعوب من الكسالى والمرضى.. بعضنا يعاني من السمنة والأجسام الممتلئة وبالتالي انتشرت الأمراض العصرية من السكر والضغط والقلب وتصلب الشرايين والاكتئاب.إننا يا سادة يجب أن نغير من فكرتنا تجاه الرياضة.. فالرياضة ليست كرة قدم ودوري لمحترفين وتشجيع جماهيري فقط.. وإنما هى محور أساسى من محاور التنمية والتطور والتقدم للشعوب.. يجب أن تغير الحكومات والدول فى عالمنا العربى من نظرتها للرياضة، وألا تعتبرها نشاطاً ترفيهياً فحسب.. بل يجب أن تصبح نشاطاً أساسياً من أنشطة الدول والمجتمعات.. يجب أن تعود الرياضة إلى المدارس والجامعات بشكل حقيقى وليس على الورق.. يجب أن يتم تخصيص أماكن لممارسة الرياضة فى الدواوين والمصالح والشركات والمصانع، حتى لو كانت غرفة "جيم" صغيرة.إننا يا سادة يجب أن نتحول من مقاعد المشجعين والمتفرجين إلى حلبة الممارسين للرياضة.. وليكن شعارنا دائماً "كن رشيقاً".