18 سبتمبر 2025

تسجيل

التغيير يبدأ من عندك

11 فبراير 2014

يحكى أن ملكاً حكم دولة ممتدة الأطراف ، وأراد يوماً القيام برحلة برية طويلة.. وخلال عودته وجد أن أقدامه قد تورمت من المشي في الطرق الوعرة، فأصدر مرسوماً يقضي بتغطية كل شوارع المملكة بالجلد !! لكن أحد المستشارين حوله أشار عليه برأي آخر أفضل مما ذكره الملك نفسه ، وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط ، فكانت تلك الفكرة بداية صناعة الأحذية - أعزكم الله. العبرة من القصة أنه إذا ما أردت أن تعيش سعيداً في هذه الحياة، فلا تحاول تغيير كل الحياة أو كل العالم، بل ابدأ مشروع التغيير في نفسك أولاً، وابذل جهدك عليه ومن ثم حاول تغيير ما حولك أو الحياة أو حتى العالم بقدر ما تستطيع .. هذه حقيقة غاية في الأهمية وقلما ندركها ونحن نسير في مشاريع التغيير المتنوعة هنا وهناك. إن أردت أن يلتزم موظفوك مثلاً بالتعليمات والأنظمة والقوانين، فلتكن أنت من أكثر الناس التزاماً في السر والعلن.. وإن أردت أن تصلح أولادك وتحثهم على فعل الخيرات وترك المنكرات وغيرها من أعمال صالحة راقية نافعة في الدنيا والآخرة، فلتكن أنت ممن اعتادوا عليها ومارسوها قولاً وفعلاً.. وهكذا مع بقية الأمور الحياتية الأخرى. لا يمكن أن تغير الآخرين ما لم تكن أنت نفسك قد تغيرت فعلاً. إنك حين تدعو للتغيير وأنت قد مارسته ونجحت فيه، فإن المصداقية عالية جداً، وثقة الناس تزداد بك، وبالضرورة تكون إرشاداتك وآراؤك محل قبول ثم تنفيذ.. والعكس صحيح لا شك فيه. التغيير يبدأ من الإنسان نفسه ومن ثم ينتقل إلى الآخرين وبكل سهولة ويسر ، لماذا ؟ لأنك تثبت للغير عملياً ما هو التغيير ، ومصداقيتك بسبب ذلك أيضاً سيُشار إليها بالبنان ، وأمر تصديقك وقبول آرائك لاشك أنه سيجد قبولاً وثقة .. جرب الأمر، ثم انظر ماذا ترى.