16 سبتمبر 2025
تسجيلماذا تريد المظاهرات الصاخبة؟ ماذا يريد المحتجون الحارقون للمؤسسات، المؤججون النار في كل ميدان؟ ماذا يريد الذين يقتلون بدم بارد بطلقات الخسة المرشوقة في الظهر؟ إنهم كل الذين يطلبون إسقاط د. محمد مرسي، وهب أنهم بزنهم ولؤمهم أسقطوا رئيس الدولة المنتخب كيف سيكون الحال؟ هل ستهدأ مصر؟ هل سيصبح الحال عال العال، والدنيا ربيع والجو بديع وحنقفل من السعادة على كل المواضيع؟ أبداً لن يكون فالمتربصون يظن كل واحد منهم أنه أحق بالرئاسة من د. مرسي ومن يأتي به الكرسي إن لم يكن هو! هذا عن كرسي الرئيس، أما مسلسل تغيير (الوزارة) فلن ينتهي أيضا، فكل الأطياف لا انسجام بينها، عوضاً عن التخوين في الأسماء المقترحة، والمرشحة، والنتيجة حكومات متعاقبة، كلما أتت حكومة خرج الغوغاء ليقولوا نفس العبارات (تسقط، وباطل، ومش عايزنها) حتى تنهار الدولة التي لا رابط لها، لذا كان الحزم مهماً جداً، فالجبهة (جبهة الخراب المستعجل) التي تفرك يديها كلما ازدادت النار اشتعالاً في شوارع مصر، الجبهة نفسها ستتعارك مع نفسها وسيشدون شعر بعض إذا خلا الكرسي، لأن كلاً منهم يرى أحقيته كجهبذ بمقدوره تسيير دفة سفينة مصر بغض النظر عما في جيب بعضهم من أجندات يلتزم بها حرفياً كما التزم بها في العراق لتضيع بلاد الرافدين وتنهب، ويصفى شعبها يومياً. الحزم مطلوب، صرامة الداخلية مطلوبة مع من يعتقل من مجرمين، إذ من غير المعقول أن تتسلم البلطجية اليوم لتخلي سبيلهم غداً لعدم كفاية الأدلة، أي أدلة أكثر من شهادة من ضبطهم متلبسين بالقتل والحرق؟ الأمر مريب ويشي بضرورة تطهير بعض بؤر الداخلية من المتعاطفين مع المجرمين. •من يحرق مصر؟ سؤال يوجع كل مصري في الخارج والداخل على السواء، من يسبب كل هذه الفوضى؟ صار مؤكداً وبما لا يدع مجالاً للشك، أن الفوضى في مصر ممولة، فبلطجية (البلاك بلوك) اعترفوا بعد القبض عليهم بأن من يمولهم رجال أعمال هاربون خارج البلاد، وإنهم يتواصلون معهم عبر الإنترنت، ولعل توقيف مسافر قادم من دولة الإمارات بمطار القاهرة وبحوزته حقائب عدة مليئة بالدولارات يؤكد على تلك الاعترافات، هذا غير التمويل الداخلي السخي من أسرة المخلوع وكل الذين أطلق سراحهم من "طره" ويظل العمل الوحيد الناجع لوقف الفوضى، تجفيف مصادر التمويل لأنه الأمر الوحيد الذي سيوقف العنف والتدمير، فالبلطجي لا (يبلطج) إلا إذا قبض المعلوم، فإذا ما توقف المعلوم توقفت نسبة كبيرة جداً من المجرمين المنتفعين عن أداء أقذر مهمة، خيانة مصر، لكن كيف تتم متابعة التمويل؟ هذا عبء الحكومة الذي يتطلب جهداً مخلصاً مستديماً وعيوناً مفتوحة عبر المنافذ لضبط شبكة الإجرام كلها. •طبقات فوق الهمس: •أسأل لماذا لا يجمع الثوار بأنفسهم الذين يتسللون إلى صفوفهم لتسليمهم إلى العدالة؟ ليس الأمر صعباً إلا إذا كان بعض الثوار راضين تماماً عن حرق مصر. •رئيس حرامي مش عاجبهم، رئيس حافظ القرآن مش عاجبهم، ينفع رئيس من كوالالمبور؟ •من بؤر الفساد في مصر أولئك الذين يعلنون العصيان المدني، لماذا لا يفصل هؤلاء من مناصبهم حتى تسلم مؤسسات الدولة من شرور لؤمهم؟ •المجلس القومي للمرأة يبحث قانونا حازما للتحرش الجنسي، وللسيدات الرائعات اللائي يعكفن الآن على القانون نقول: يا ريت تقولوا للبنات والسيدات (خليكم في بيوتكم) النوم في ميدان التحرير لا يليق بكن ولا يناسبكن، هذا أفضل بكثير وأجدى من قانون حضراتكن الذي لن يجدي مع الفوضى، والتسيب وكل ما طرأ من أخلاقيات دخيلة ما عرفتها مصر من قبل. •يقتل، ويحرق، ويخرب، وينهب، ويغتصب، ويروع الآمنين بدل المرة ألفا وعندما يقتل أثناء تعديه وإجرامه تخرج جماعة حقوق الإنسان لتقول حق التظاهر! أي حق؟ وأي تظاهر؟ وهل التظاهر السلمي يصحبه حمل أسلحة وسكاكين، ومولوتوف، والأنكى من ذلك أن يصنف البلطجي على أنه شهيد كطلب ذويه! المطلوب التخلص من دم المجتمع الفاسد المتمثل في البلطجية ومسجلي الخطر وليس المطالبة بغل أيدي الشرطة عنهم تحت ذريعة حقوق الإنسان يا بتوع حقوق الإنسان!! •في ظل متاجرة القنوات الفضائية بالصور لم تتوقف تلك القنوات عن بث صورة المسحول (حمادة صابر) أمام الاتحادية بعد أن ناشد الرجل كل الفضائيات الكف عن وضع صورته العارية وهو يعذب لما يلحقه من أذى نفسي يخدش كرامته ويعمق إهانته، لم يأبهوا ببكائه ولا رجائه كانت الصورة بالنسبة لهم كالفاكهة، يقدمونها للمشاهد بكل تفاصيلها الصادمة دون أدنى خجل، كنت أتمنى بدل تكرار الصورة أن يرصد كل هذا الوقت للحديث عن ثقافة التبرع بالدم مثلاً، خاصة أن المستشفيات مليئة بالجرحى ومن هم قاب قوسين أو أدنى من الموت ويحتاجون لقطرة دم! ( يا عالم خلوا عندكو دم). •الخبثاء ألبسوا الفوضى شعارات سياسية وثورية، أما اللئام فقد أخفوا وجوههم بأقنعة سوداء بعد علمهم بأن كاميرات الميادين قد رصدت وجوههم وأنهم مطلوبون للمحاكمة، أما المستهترون بحق الوطن فقد استضافوهم في برامجهم ليقولوا علانية سنضرب، ونحرق، ونخرب، لو كنت مسؤولاً في الداخلية لقبضت عليهم قبل أن يغادروا الاستوديو وقبلهم المذيعة التي استضافتهم وقالت على مسؤوليتي لتعرف في النيابة حدود مسؤوليتها إذا كان الأمر يخص الأمن القومي في مصر.