11 سبتمبر 2025

تسجيل

إنه الغلاء

11 يناير 2024

الغلاء هو الوحش الذي يقضي على كل ما هو جميل في مساحات الحياة ويضيّق على الناس معيشتهم، والسوسة التي تنخر المجتمع. فكم في الغلاء من متاعب!. وكم في الغلاء من مصاعب!. وكم في الغلاء من هموم!. وكم في الغلاء من تجفيف جيوب الناس! وكم في الغلاء من مشكلات!. وكم في الغلاء من خوف بما يأتيه من قادم الأيام!؟. فقير في المجاعة لا ينام ومسكين ببؤس مستهام ومبخوس المعيشة فهو صبٌّ عــلى عـــلاتـــه أبـــداً يـــلام ويفترش الثرى والناس ناموا على ريش الأسرة قد أقاموا إنه جشع التجار.. وإنه الاحتكار.. وإنه المغالاة في الأسعار.. وحقيقة الأمر-أرجو التصحيح- في أن الغلاء غير مرتبط بواقع عالمي والظروف الاقتصادية التي يمر بها كما يدعي ويصرّح به بعض التجار، وإنما هو متعلق بطمع وجشع التجار أصحاب السوق، والشركات المتواجدة على الساحة القائمة على الاحتياجات الأساسية للناس في استغلال حاجاتهم اليومية، وهم يعلّقون-أي التجار- بشماعة الظروف الاقتصادية العالمية. انتبهوا أيها التجار وأنتم تعلمون ذلك، أن أفراد المجتمع يفهم هذا الاستغلال من رفع الأسعار إلى حد الجنون. فعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إِنَّ التُجَّارَ يُبعَثُونَ يَومَ القِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلَّا مَن اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ». وعن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إِنَّ التُجَّارَ هُمُ الفُجَّارَ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ أَوَ لَيسَ قَد أَحَلَّ اللَّهُ البَيعَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلِكِنَّهُم يُحَدِّثُونَ فَيَكذِبُونَ، وَيَحلِفُونَ فَيَأثَمُونَ». ألا يدرك التجار هذه المعاني والتوجيهات في واقعهم، ويأتون على كل ما هو جميل في بيعهم أياً كان هذا البيع ونوعه، فقد جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى». ألا ما أجمل هذا المشهد من تاجر سمحٍ في تجارته ينشر الخير والراحة في نفوس أفراد المجتمع، وعدم التضييق على الناس في حاجاتهم!. ألا ما أجملك أيها التاجر إذا كنت بهذه الروح والنفس الطيبة في تجارتك!. نعم.. غلاء وزيادة تجدها في كل شيء، والجميع يراه ويشاهده ويشعر به في جميع شؤون الحياة. ألا من حل؟. ألا من أحد يوقف هذا المارد الفاتح ويغلق فاه؟. وقد يتساءل الكثير، أن هناك شركات محتكرة، فكيف نتعامل معها، وأن هناك بضائع تم وقف استيرادها، لتكون هذه الشركة الوحيدة في المجتمع التي تقدم بضائعها، إنه الاحتكار بعينه وظلمه «لا يحتكر إلا خاطئ». وقد جاء في تاريخ دمشق، أنه قيل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله «إن اللحم غلا. قال: فارخصوه أي لا تشتروه». فهل نستطيع أن نترك الشركات والمنتجات التي تبالغ في رفع أسعارها على المستهلكين؟ «ومضة» اللهم ارفع عنا الغلاء.. اللهم إنا نعوذ بك من جشع وطمع التجار..