19 سبتمبر 2025

تسجيل

ليس شرطاً

11 يناير 2016

ليس شرطاً أن تكون قائداً كي تكون معروفاً، وليس شرطاً أن تكون مديراً كي تكون ناجحاً، وليس شرطاً أن تكون رئيساً كي تكون مهماً، وليس شرطاً أن تكون ذا وجاهة كي تكون محبوباً، وليس شرطاً أن تكون ذا موهبة كي تكون مشهوراً، وليس شرطاً أن تكون سيارتك فارهة كي تكون مميزاً، وليس شرطاً أن تكون أرقامك كلها مميزة كي تكون الرقم الصعب، وليس شرطاً أن يكون زواجك في القاعة في الفندق ذي النجوم... كي يتحدث عنك الناس، وليس شرطاً أن تتحدث بصوت عالٍ كي يفهمك من حولك ويقفون معك، وليس شرطاً أن تكون في صدر المجلس كي يعرفك ويسلّم عليك من يدخل. كم نحن بحاجة إلى نفوس كبيرة في ميادين الحياة المختلفة، تعمل وتُبدع وتُنجز وتُعطي للمجتمع وللوطن والأمة! نفوس حية لا تعنيها المسميات الإدارية، ولا الألقاب المجتمعية، ولا تغرّها الكراسي الدواره، ولا الأضواء الإعلامية، ولا تُردّد أسمائها في المكان الفلاني أو أنها بصحبة المسؤول الفلاني، أو على منصات التتويج، ولا يهمها أن تكون في صدر المجلس أو في أطرافه ، بل الأهم عندها أن تخدم وطنها وأمتها ودينها. والتاريخ يحدثنا ويروي لنا عن صور ونماذج عن رجال ونساء كانوا في السابق، منهم من عرفناه ومنهم لم نعرفهم، ولكنهم لا يخفون على الله تعالى، وفي واقعنا الكثير من على شاكلتهم.فلنتأمل قصة صاحب النقب كما جاءت في كتب التاريخ "حاصر مسلمة حصنا فندب الناس إلى نقب منه، فما دخله أحد. فجاء رجل من عرض الجيش فدخله ففتحه اللّه عليهم، فنادى مسلمة: أين صاحب النقب؟ فما جاءه أحد، فنادى: إني قد أمرت الآذن بإدخاله ساعة يأتي، فعزمت عليه إلاّ جاء. فجاء رجل فقال: استأذن لي على الأمير. فقال له: أنت صاحب النقب؟ قال: أنا أخبركم عنه. فأتنى مسلمة فأخبره عنه، فأذن له فقال له: إن صاحب النقب يأخذ عليكم ثلاثاً: ألاّ تسوّدوا اسمه في صحيفة إلى الخليفة ، ولا تأمروا له بشيء، ولا تسألوه من هو. قال: فذاك له. قال: أنا هو. فكان مسلمة لا يصلي بعدهم صلاة إلا قال: اللهم اجعلني مع صاحب النقب"." ومضة"" كل امرئً يعرف بقوله ويوصف بفعله، فقل سديداً وافعل حميداً "