15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يخطئ من وصف المسرح بأنه "أبوالفنون"، إذ إن فوق خشبته تتجسد عوالم عدة، جامعة للعديد من الألوان الفنية، لا ينبغي النظر إليها على أنها تعني التمثيل، أو الإخراج، أو الديكور، أوغيرها من جوانب إبداعية، ولكن يجب النظر إليها على أنها ألوان تجمع مشاهد فنية متنوعة، تجعل المسرح – بحق- يكتسب هذه الصفة الجامعة.وحينما يُذكر المسرح القطري، سرعان ما نستحضر رواده وأعماله، ولكن حين يتم تطبيق هذه الريادة على واقع الحراك المسرحي اليوم، يتحسر أمامه المتأمل على ما صارت إليه مآلاته، خاصة إذا قورن بغيره من الحراك المسرحي بالدول المجاروة.ليست هذه قراءة تشاؤمية، بقدر ما هي نظرة تقييمية لواقع المسرح القطري في عالم اليوم، وهو الواقع الذي استحضرته، بمتابعة انطلاق النسخة الثامنة لفعاليات مهرجان المسرح العربي، والذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح في الكويت، وكانت الدوحة، إحدى العواصم، التي شهدت انطلاقته، عندما استضافت دورته الخامسة.والناظر إلى مشاركات العروض المسرحية بهذا المهرجان، يجدها تخلو من أي مشاركة قطرية، الأمر الذي يعكس خلفه حالة المسرح القطري الراهنة، وأنها أصبحت بحاجة إلى تشخيص، تتجرد فيه الآنية، وتعلو فيه المصلحة العامة، إثراءً واستعادةً لتاريخ المسرح القطري، والذي لا يزال يثبت وجوده، وأن داخل هذا العالم الفني فنانين ونقادا، قادرين على أن تكون لهم بصماتهم في هذه الساحة الإبداعية.وربما يكون في دعوة شخصيات فنية وناقدة قطرية لحضور فعاليات المهرجان، وإثراء فعالياته المختلفة، ما يعزز من الرؤية السابقة بأن المسرح القطري قادر على استعادة عافيته، واستذكار تاريخه، واسترداد ريادته، ولكن المهم أن تكون هناك إرادة لهذه الاستعادة.ولعل التجاذب الحاصل حالياً بين مسؤولين معنيين بشؤون المسرح، والقائمين على أمر الفرق المسرحية، يستدعي ضرورة استحضار هذه الإرادة، لتكون النسخة المرتقبة لمهرجان الدوحة المسرحي 2016 فرصة لإنطلاقة مسرحية كبرى، يلتف الجميع خلالها حول طاولة النقاش والحوار بكل شفافية ومصداقية، لينثر الجميع جراحه، ويستعذب آلامه، وصولاً إلى الدواء الناجع ، والطريقة المثلى لإعادة الحياة إلى المسرح ، وخاصة أن الجميع يتحدث عن نوايا حسنة لإعادة إحيائه من رقدته السريرية. لكن المهم أن تتوافر الإرداة ، لتشخيص واقع المسرح، ثم صياغة وصفته العلاجية.