20 سبتمبر 2025

تسجيل

من يرعى الغنم؟

11 يناير 2016

إن أي مستبد وطاغية أو مسؤول ظالم تراه لا يعدل بين من يعملون تحت إمرته، لو أنه كان قد رعى في صغره وشبابه الغنم، فأحسب أنه لم يكن ليظلم ويستبد ويقهر الآخرين، ويتباهى في استعراض قوة ساعده وعضلاته.. لماذا؟ هذا هو حديثنا اليوم. ولكن قد تتساءل قبل ذلك، لماذا رعي الغنم، وليست مهنة أو وظيفة أخرى؟رعي الأغنام، الذي قد ننظر إليه اليوم في عالم الرقمية والمعلوماتية على أنه من الأعمال البائسة الحقيرة، والذي لا يحتاج إلى كثير إبداع أو مهارة وذكاء عكس مهن أخرى كثيرة لها وجاهتها وسمعتها الطيبة.. سنجده بشيء من التأمل، أشبه بدورة تدريبية في فنون القيادة، وليست أي قيادة!!فهل هذه دعوة لممارسة رعي الأغنام؟قد أجد الجرأة لأقول نعم، بل وسأكون على رأس قائمة الراغبين في ذلك إن أتيحت فرصة وتهيأت الظروف لها.. لكن الأمر ليس بالسهولة التي نكتب ونسطر بها كلماتنا، فالظروف تغيرت وطبيعة عاداتنا وثقافتنا وأسلوب حياتنا والنظرة المجتمعية كذلك، كلها ستجعل من ممارسة هذه الوظيفة غاية في الصعوبة، وإن كان هذا ليس موضوعنا.. ولكن قد يتساءل أحدنا ويقول: ما الداعي لممارسة مثل هذه المهن الآن في وجود أخريات راقيات، يمكن أن يتعلم من خلالها على فنون القيادة؟الشاهد من الموضوع أنه حين يأتي الحديث في موضوع رعي الأغنام تحديداً دون بقية الحيوانات – أعزكم الله – فإنه على الفور تتشكل صورة ذهنية عند المرء، حيث الفقراء والبسطاء البؤساء من الناس، وعناصر أخرى في الصورة رائعة تكون حاضرة على الفور عند من قرأ سيرة الأنبياء الكرام عليهم السلام. ذلك أنه ما من نبي إلا ورعى الغنم كما جاء عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال:"ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم.. فقال أصحابه: وأنت؟ فقال:نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة".لكن ما السر في هذا الارتباط بين الأنبياء ورعي الغنم؟هذا حديث الغد إن شاء الله.