10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إذا كان من فائدة عظمى للعاصفة الثلجية "هدى" فهي تتمثل في رسم الابتسامة على شفاه الأردنيين والسعادة الكبيرة التي جلبتها لهم…! فإن الشعب الأردني الذي يحتل المرتبة الأولى بـ "الكشرة" في العالم مدين لـ "هدى" التي ورغم كل سلبياتها جعلته يضحك! لقد أمكننا على مدى أربعة أو خمسة أيام طيلة فترة مكوث "هدى" أن نرى ابتسامات عريضة غير مسبوقة وربما عز نظيرها على وجوه الأردنيين المعروف عنهم التجهم الدائم والجدية المبالغ فيها. حيث كانت تفشل دائماً كل الجهود والطرق التي كانت تهدف إلى زرع البسمة على وجوه الأردنيين، استطاعت "هدى" أن تسجل نجاحا ثمينا في تخليص الشعب الأردني من الكشرة الملاصقة لهم ولو لفترة قصيرة لم تزد عن بضعة أيام، فهذه الأيام القليلة لا تقدر بثمن في قيمتها المعنوية وما فعلته فعل السحر وربما تعادل خمسة أعوام في عمر الشعب الأردني بدون "كشرة"…!إذن، علينا أن نرفع القبعة لـ "هدى" التي جعلت الأردنيين يتقاذفون الثلج نحو بعضهم عندما كانوا يلهون به ويتقاذفون معه ابتسامات وضحكات يمكن وصفها بـ "النادرة والاستثنائية" رغم أنها لم ترق بالتأكيد إلى حد البشاشة.ولأن سلبيات وتداعيات العواصف الثلجية معروفة للقاصي والداني ولا تحتاج إلى كثير تفكير للوقوف عليها، فإنه لا بد من التطرق إلى المزيد من إيجابيات تلك العواصف وربما الفوائد الاقتصادية، فبالإضافة إلى إيجابيتها العظمى في تخليص الأردنيين من الكشرة لبعض الوقت، فإن "هدى" أسهمت اإلى حد كبير في خفض معدلات الإنفاق الاستهلاكي، فالتوقف شبه الكامل لنشاط الأسواق والحركة التجارية عموما في الأردن ودول الجوار وتراجع استهلاك وقود السيارات (وعددها مليونان في عمان وحدها) نتيجة جلوس الناس في بيوتهم على مدى خمسة أيام، أدى إلى تراجع الإنفاق بشكل ملحوظ، وبالتالي هذا أسهم إلى حد كبير في زيادة معروض السلع أو ركودها المؤقت، ما سيكون له في نهاية المطاف تأثير جيد في خفض نمو معدلات التضخم المرتفعة التي يعاني منها الأردن ومعظم بلاد الشام.الأمر الإيجابي الآخر يتمثل في أن العاصفة الثلجية يصحبها في العادة كثير من العواصف الرعدية، وبعيدا عن أضرار وسلبيات مثل هذه العواصف، لا يجب أن ننسى أن الرعد والبرق يعد نوعا من أنواع الموارد الطبيعية، الدول المتقدمة تستفيد جيدا من الطاقة والكهرباء الناتجة عن البرق والرعد، كما أن النباتات والمزروعات عموما تشهد نشاطا خاصا في نموها بعد البرق والرعد، حيث يزداد الأوكسجين في الهواء وهو ما نشعر به عندما نلاحظ أن الهواء أصبح منعشا أكثر من ذي قبل، وهذا سيفيد الزراعة في الأردن الذي يصدر يوميا لدول الخليج أكثر من ألفي طن من منتجات الخضر والفاكهة، ولأن هذه الزراعة ستستفيد كثيرا أيضا من المياه الناتجة فيما بعد عن ذوبان الثلوج، فضلا عن زيادة كميات المياه في الآبار الجوفية وتلك المخزنة في السدود، خاصة إذا ما علمنا أن المياه تمثل حاجة ماسة للشعب الأردني الفقير مائيا تماماً مثل حاجته وبشكل ملح أكثر لـ "البسمة" و"التخلص من الكشرة"!