19 سبتمبر 2025

تسجيل

هل الصمت علاج ؟

11 يناير 2015

هل يمكن اعتبار الصمت من أنواع العلاجات النفسية أو العلاجات الذاتية ، يمكننا به معالجة نفوسنا التي لا تهدأ ؟ حياتنا المليئة بالحركة والمشاعر المختلفة من فرح وحزن وألم واكتئاب وغيرها من مشاعر ، تُشعرك كما لو أن المرء منا آلة ميكانيكية.. وكما أننا نتصرف مع تلك الآلة حين تسخن محركاتها بإطفائها أو اسكاتها ، فكذلك الأمر نقوم به تلقائياً مع أنفسنا ، فهل لاحظ أحدكم ذلك ؟ إن الاستمرار في الحديث والضحك وغيره من مشاعر متنوعة ، من شأنه التأثير على عمليات التفكير والتدبير ، بالإضافة إلى تأثر أعضاء البدن الأخرى . بمعنى آخر ، جسمك بحاجة إلى راحة واسترخاء . إذن الراحة والاسترخاء متطلبات أساسية يومية لأي أحد منا ، وهي متطلبات لا نهتم بها كثيراً ، ولولا نعمة الله علينا في مسألة النوم الإجباري لكان أغلبنا يستمر ويستمر على ما هو عليه دون أن يعير اهتماماً مناسباً لائقاً بجسده وروحه . نحتاج إلى أن نريح أجسادنا وما بها من أجهزة مختلفة لاسيما القلب والعقل . ومن التجارب تبين أن الصمت لحين من الدهر ولو قليل ، وطلب الهدوء رغبة في ممارسة استرخاء تام للجسم ، علاج فاعل وناجع . إن التوقف عن الكلام والصمت في مكان هادئ ولو لدقائق لا تتعدى النصف ساعة على سبيل المثال ، من شأنه أن يعيد للجسم حيويته وللعقل تركيزه وحدته . إذن من هنا تبدو الحاجة قوية لأن نتعلم قبل الاسترخاء ، ضبط الألسن ولجمها لحين من الدهر ولو كان قصيرا ، ولا ندعها تستمر في الكلام إلى ما لا نهاية .. وكلما قل كلامنا اختفت مشاكلنا وخف الضغط عنا ، وبالتالي نكون مؤهلين لممارسة فن الصمت لدقائق معدودات والدخول إلى عالم الاسترخاء الجميل .. ومن يُكثر الكلام لا يعرف بالضرورة ما هو الاسترخاء ، لأنه لا يعرف للصمت معنى وبالتالي لا يمكن أن يحدث توافق بين الاسترخاء وبين كثرة الكلام .. ولهذا تجده مُتْعَباً دائماً ، يُتعب نفسه ويتعب من حوله .. أليس كذلك ؟