20 سبتمبر 2025
تسجيلحلت لحظات فارقة على الكيان، فمقتل غال آيزنكوت والقيادات في القوات الخاصة دفعت القيادة في الكيان للتفكير في حتمية إعادة صياغة العقد الاجتماعي ليكون الكل مشمولا من مدنيين وعسكريين، الجميع يجب أن يكون مستعدا لتقديم التضحيات، حماية المدنيين على حساب العسكريين لم يعد شرطا ممكنا أي توسيع بروتوكول هانيبال ليشمل الكل، فالعسكريون لن يضحو كما كان من أجل إنقاذ الأسرى فالأثمان التي دفعت مكلفة ولا يمكن الاستمرار في التضحية بالقيادات من أجل المدنيين. هذا التحول في ذهنية القيادة الإسرائيلية الذي دفعه للشروع في تغيير العقد الاجتماعي ما زال يتخمر في ذهنية القيادات العليا وسيتبعه تفكير عميق لدى المجتمع الإسرائيلي ومن ثم، هل سيقبل بهذا التغيير في العقد؟ هل المستوطنون في غلاف غزة أو في شمال فلسطين على استعداد للعودة إلى مناطقهم، في حال تم تغيير العقد الاجتماعي ضمنيا مما سيتطلب منهم الاستعداد لتقديم التضحيات وكما نعلم مما رأيناه خلال العقود الماضية من عدم استعداد المستوطنين كلية للقيام بهذا الدور مما يعني أنه سيكون هنالك انقسام في المجتمع الإسرائيلي على أسس قيام الدولة. ما زالت هذه العوامل في عمق اللاوعي في المجتمع الإسرائيلي بالعموم، وقد نرى الكثير من الحوارات والأحاديث والنقاشات المعنية بمحاولة فهم هذا التحول في النفسية الإسرائيلية من القيادة وحتى الأفراد وما عمق التداعيات القادمة. قد نسمع من الكثير من المعلقين وأولياء الأمور والأفراد عن هذا التغيير لأنه يشمل الكل الآن، فعادة ما يتحدثون حسب السيمفونية الأمنية ولكن عندما يكونون مشمولين بهذا التغيير، لا أحد يعلم مواقفهم..صدمة مقتل غال آيزنكوت كان لها تداعيات جد عميقة في نفسية القيادة مما أحدث تغييرا جذريا وتقييما للوضع القائم الذي حدى تلك القيادة بالتفكير بإعادة صياغة العقد الاجتماعي.تأتي حتمية تغيير في العقد الاجتماعي لتضاف إلى ما يتعرض له الكيان من انقسامات عمودية في المجتمع بين اليمين المتطرف واليسار وبسبب العوامل الشخصية لنتنياهو والاحتمالات الانتخابية ما بعد فشل اليمين والضغوط الأمريكية على اليمين المتطرف ودعم العسكر والدولة العميقة وحالات الفشل المتكرر وخسران صورة الكيان أمام العالم والتحول في الرأي العام العالمي ضد ما يقوم به الكيان وما أحدثه اختراق 7 أكتوبر. كان هناك سعي ودفع لجلب كل ما استطاع الكيان لوطنه في لحظات تكوينه تحت ما يسمى اليهود لذلك كانت القيادة مهيأة لتقديم كل التنازلات من أجل خلق الملاذ الآمن لليهود في العالم، اليوم وبعد الاستقرار وبعد الحروب الكثيرة وبعد بناء الكيان وخلال الحرب الأخيرة، وبعد أن طالت الحرب أبناء القيادات، أصبح الحس العام أمام القيادات أن الجميع مسؤول ولم تعد ظروف التأسيس وأسبابها تهيمن على القرار، بل الأوضاع الحالية وتداعياتها وظلالها وحسب تطورات الكيان. جاء الوقت لإعادة صياغة العقد الاجتماعي ليشمل الجميع ولكن هذا قد يدعو للتساؤل عن معنى مفهوم الملاذ الآمن وهل ما زال قائما. وإذا لم يكن ملاذا آمنا، فمن سيقبل البقاء في الكيان أو الهجرة للكيان. هذا الخليط المتراكم يعزز الانقسامات لتأتي الحتمية التاريخية لتجهز على الكيان. انتهى وعد الملاذ الآمن وما تبعه من عقد اجتماعي وحل محله مسؤولية الجميع. جفت الأقلام وطويت الصحف.