19 أكتوبر 2025

تسجيل

ارتياح نفسي

10 ديسمبر 2018

أثناء تدريبي بمستشفيات الصحة النفسية ...قابلت سيدة مسنة تخدم المرضى وتساعدهم وتتحدث إليهم بكل ود، في البداية ظننت أنها تعمل داخل المستشفى على خدمة المرضى كموظفة، ولكن شيئا غريبا أثار فضولي وهو كيف تملك هذه الطاقة الهائلة والنشاط في مكان كهذا، ورغم كبر عمرها الزمني إلا أنها تتحرك كطفل نشيط، وفي إحدى المرات أثناء حديثي معها عرفت سر الطاقة الكامنة لديها، فهي متطوعة لكي تعيش في المستشفى، بعد أن رخصها الطبيب للعودة لمنزلها، فهي تروي أنها لا تطيق بيتها بعد رحلة العلاج الطويلة فرجعت كمتطوعة تخدم المرضى وترجع إلى سريرها في قسم النساء، فالناس يعاملونها أفضل، وبغض النظر عن الحقيقة الفعلية، فقد اختارت هذه السيدة أن تعيش بين تلك الجدران الكئيبة وبين أناس متعبين وتائهين ويعانون من الكثير من الأمراض النفسية، ليس لأن المكان مثالي وان الناس في المشفى طيبون على حد قولها ولكن ....هي تهرب من مواجهة الحياة الحقيقية .... قررت أن تعيش في منطقة الراحة والأمان بالنسبة لها... كم من قرارات نؤجلها ... لكي لا نواجه العالم، كم من مواهب نقتلها ..... خوفاً من المواجهة ... تلك الحالة من التأثير والتأثر بحالتنا الداخلية والعقل الجمعي حولنا الذي يزيد الأمر تعقيدا بانتقاداتكم ... نصل إلى رسالة هامة من هذه القصة فتلك الحالة نعيشها جميعا بشكل أو أخر ... علينا أن نقف وقفة مع ذواتنا ... نراقب ما اعتدنا عليه من أفكار ومشاعر .... في الغالب نميل إلى تكرارها مراراً في ما يسمى بدائرة الراحة ، ولأننا نخاف من التغيير فأصبح الخروج من الدائرة شيئا ضروريا كي نكون مجتمعا منتجا ونستغل إمكاناتنا للوصول للأفضل ، راقب ذاتك وإذا وجدت أي مشاعر وأفكار اعتدت عليها . فككها وحللها وقيمها قد تكون لك أو عليك.