19 سبتمبر 2025
تسجيلتخبط وقلة دراية في التخطيط وغياب للحنكة السياسية ** المشهد السياسي السعودي لا يحقق توجهات وتطلعات الشعب وأحلامه الوردية في العيش الكريم ** معاداتها لقطر جعلت منها دولة تابعة في القرار السياسي وليست صاحبة قرار مؤثر أو رؤية ثاقبة تعيش كل دول الحصار مرحلة من التخبط في السياسة وضعف في اتخاذ القرار من خلال قراراتها المهزوزة التي لا تخدم شعوبها ولا المرحلة التي نعيشها، بل ساهمت في ازدياد إشعال الفتنة بين كل دول الخليج، وهو ما ساهم في جعل هذه الدول تدخل مرحلة من التخبط غير المدروس ولا يعبر عن حقيقة الخلافات التي تعصف بكل دول المنطقة دون استثناء، رغم أننا كنا نعول على السعودية الشقيقة أن تكون أكثر يقظة لكنها خيبت آمالنا!!. وهذا بدوره جعل من السعودية تلك الدولة الكبرى محط استخفاف من قبل كل دول العالم التي ترى أنها تحولت من دولة قيادية لدول المنطقة إلى دولة مهزومة من الداخل لا تملك القرار السياسي الذي كان سائداً في السابق!!. التخبط السياسي والفوضى: لعل التخبط السياسي للسعودية ساهم في تشويه سمعتها بسبب سوء اتخاذ القرار غير المتأني، فعلاقتها مع دولة الإمارات ساهمت في أن تكون السعودية دولة خارج الوحدة الخليجية وتابعة لها، وأنها أصبحت تعيش مرحلة من العزلة السياسية كما يبدو، لأنه تم تقليص دورها عبر بوابة الإمارات بشكل واضح لا يقوم على الحكمة.. وهذا بدوره جعل من السعودية دولة عاجزة وغير قادرة على قيادة المنطقة العربية من جديد، كما أن انضمامها مع دول الحصار ضد دولة قطر جعلها أيضاً أكثر ضعفاً واستهجاناً من كل الدول بسبب عجزها عن قيادة المشهد السياسي من جديد. الشعب السعودي يستغرب: فما حدث في المملكة خلال الشهور الستة الماضية جعل الشعب السعودي لا يتفق مع التخبط السياسي الذي لا يخدم مصالحها الداخلية، ولا علاقاتها الأخوية مع دولة قطر، فقد كانت قطر تعول على السعودية في قيادة المنطقة نحو الأمن والاستقرار، إلا أن الأمور بدأت تنزلق نحو تفاقم الأزمة بين البلدين لأسباب تقوم على نظرية المؤامرة، وهو ما لا يتمناه الشعبان القطري والسعودي.. فكل الشعب السعودي ما زال يعتبر قطر دولة مقربة له ولا يمكن له أن ينفك عنها لأنها بمثابة الشقيقة التي لا يستغنى عنها في كل الظروف. الازدواجية في اتخاذ القرار: كما أن الازدواجية في القرارات التي اتخذتها السعودية مؤخراً كانت تنم عن سياسة غير واضحة وتسعى إلى إشعال المنطقة والزج بها نحو الهاوية، ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر: * دورها القذر في حصار قطر عبر مضايقتها للقطريين ومنعهم من أداء فريضة الحج ورحلات العمرة وإثارة النعرات القبلية بشكل مسيس. * دورها التخبطي في لبنان. * دورها المثير في الجدل مع إيران. * تحالفها مع الإمارات لضرب قطر والكويت وعمان. * محاولة الإساءة للكويت بشكل خاص لأنها وقفت مع قطر في أزمتها. * التآمر على مجلس التعاون الخليجي. * مراهناتها الخاسرة في مشاريعها الاقتصادية. * الهرولة للتطبيع مع إسرائيل بطريقة هستيرية ومفاجئة. * العجز المالي للحكومة وتراكم الديون على الدولة والمواطنين في نفس الوقت. * التزام الصمت المطبق تجاه أهل السنة في العراق وسوريا واليمن. * مطاردتها للدعاة والعلماء داخل المملكة والزج بهم في السجون. * ملاحقة المغردين والكتاب السعوديين عبر شبكات التواصل الاجتماعي. * عدم التحدث عن القدس كعاصمة لفلسطين أو الإشارة لهذا الأمر في وسائل الإعلام. وغيرها من التخبطات السياسية التي لا حصر لها في الوقت الراهن!!. كلمة أخيرة: كل هذا يدعونا جميعاً للقول بأن السعودية لم تكن السعودية التي نعرفها في السابق، فقد تحولت من دولة جارة وصديقة لقطر والبلدان الخليجية والعربية إلى دولة عدائية وغير أمينة مع جيرانها بعد هذا اليوم.. ومن هنا فإن التخبط السياسي حولها من دولة كبرى وراعية لمصالح دول المنطقة إلى دولة هشة ومهزوزة لا تمتلك القوة التي كانت تعرف بها في السابق!!. [email protected]