15 سبتمبر 2025
تسجيلفي كافة أوجه النشاط الإنساني هناك مبدعون ينتمون إلى ثرى هذا الوطن الغالي، ولا نتذكر هؤلاء مع الأسف إلاّ بعد رحيلهم عن هذه الدنيا الفانية، أعيد خيوط الذاكرة إلى الوراء، سنوات وسنوات، وارتمينا مع الأسف في حضن مشاغل الحياة، فجأة، نسمع برحيل عزيز أو صديق رحلة الحياة، من نجوم هذا الوطن الذي لم يأخذ حقه الأدبي المرحوم محمد جاسم الخليفي، ولمن لا يعرف المرحوم، فلا يعرف الالتزام أولاً والعمل دون ضجيج.. ولا عن دوره في الحياة في الحفاظ على تاريخ هذا الوطن.كان عاشقاً لتراب هذا الوطن.. كيف لا.. وهو معجون بثرى هذا الوطن.. رحل سريعاً.. وأعود إلى الوراء. سنوات، عندما كنا نمارس العمل ضمن وزارة تحمل أطر الثقافة والفنون والإبداع.. كان المرحوم يتميز بالصراحة المطلقة والإيمان بالذات.. ولم يكن في الحق يخشى لومة لائم.. نادرون من هم أمثال المرحوم محمد جاسم الخليفي، من يضع مصلحة الوطن فوق مصالحه الذاتية، ولعل الدور الذي قام به في إطار نبش الذاكرة، والعمل على التجديد في أطر العمارة التقليدية يحسب لهذا المواطن الغيور والباحث ان عاد إلى كتابه الموسوعي "العمارة التقليدية في قطر" ويعتبر جهد سنوات من البحث والدراسة والتنقيب يكتشف مدى قدرة الباحث القطري الصادق والموضوعي في نبش ذاكرة الماضي وكان من جراء الأمر أن ترجم إلى اللغات الحية، تأكيداً لدور الباحث القطري في خوض غمار كل التجارب وهذا ما حفز الجهات الأخرى لمنحه جائزة منظمة العواصم والمدن الإسلامية، كان اهتمامه بتاريخ قطر حلقة من حلقات بحثه الدؤوب لرصد كل الواقع، وهذا ما خلق لدينا حلقات متعددة من استحضار العديد من المواقع إلى الذاكرة الجمعية، بعد أن غفلنا عنها سنوات وسنوات.ففي كتابه الثر المواقع الأثرية في قطر، أو هندسة بناء القصر القديم مع الرسوم البيانية دليل مؤكد على حرص الباحث المرحوم على إعادة صفحات التاريخ إلى الوراء، خاصة في ظل ادعاء البعض أن التاريخ لم يمر من هنا. كان المرحوم يضع على كاهله نبش الماضي وتقديم الدليل المؤكد.إن التاريخ لا يتوقف عن منطقة جغرافية أو عند حقبة تاريخية، بل أن قطر.. الوطن والرمز والحياة.. جزء مهم من تاريخ الحضارة الإنسانية، رحل سريعاً.. وهذه إرادة الله.ولكن أمثاله من أبناء هذا الوطن قدموا جل عطائهم في سبيل وطن يحتل مكانة تحت الشمس.. بفضل عطاء متجدد لأبناء هذا الوطن.