14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عاد الحديث مجددا وبشدّة عن المصالحة الفلسطينية،وإعادة ترتيب البيت الداخلي الذي تعرّى تماما بسبب الانقسام المعيب الحاصل بين حركتي فتح وحماس،ويعدّ من الأسباب التي تدعو الاحتلال إلى التمادي في إجرامه بحق الشعب الفلسطيني.آن الأوان لطرفي التجاذب الفلسطيني أن يخجلا من هذا الوضع الأليم الذي ولّد شعورا عميقا بالإحباط لدى الشعب الفلسطيني،وجعل من الحركة الوطنية الفلسطينية بشقيها الفدائي والسياسي، مهزلة ومثلا سيئا في أوساط حركات التحرر في العالم، فالخلاف بين الثنائية القطبية بات لا يعدو صراعا على المكاسب والمصالح الضيقة لكليهما،ويعتاش من ورائه الردّاحين من الجانبين.في الحوار المهم الذي أجرته قناة الجزيرة قبل يومين مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس،بدا الأمر واضحا حسب قوله، بأن فتح رفضت عقد جلسة للمصالحة في ضيافة العاهل السعودي، وأن حماس قبلتها،وبصراحة الرجل لم ينطق بالكفر.هذه التصريحات سرعان ما أثارت من يمكن أن نطلق عليهم مجموعة المتشنّجين في حركة فتح،ومثلهم أيضا في صفوف حركة حماس، والذين سرعان ما يتصدّرون مشهد الردح وكيل الاتهام للآخرين، وهذا على ما أعتقد لا يمثل الرد المركزي والرسمي لحركة فتح. كان من الأجدر للأخ أحمد عساف الناطق باسم حركة فتح، أن يبني على تصريحات مشعل ردا إيجابيا، وأن يكون تعليقه إيجابيا،يبعث الأمل لدى الفلسطينيين الذين يتضوّرون من التفكك السياسي الحاصل بين شطري الوطن الواحد..ليس دفاعا عن مشعل وما قاله في البرنامج، فالرجل قادر على تفسير رأيه وشرحه للناس، وما قاله ليس من فراغ،فلا يمكن لسياسي أيا كان نوعه أن يقول عن الآخرين كلاما أو مقترحا ويوافقوا عليه أصلا ومسبقا،فالعرض السعودي أبلغ للرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ فترة،كما أبلغ لحركة حماس،كما ذكرت ذلك مصادر فلسطينية موثوقة. وللاستزادة،أكد مشعل بخصوص المصالحة على ضرورة انعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، لمناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية،وقال متسائلا:إن لم نلتق الآن، فمتى؟فعلا.. متى يلتقي قطبي الثنائية الفلسطينية،والأخوة الأعداء،لإنهاء هذا المرض السياسي،وقد عالج اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة ملفات المصالحة كافة وبدون انتقاء،وما يعطيان كل طرف حقوقه لإنهاء هذه المأساة التي فتّت الفلسطينيين. اللافت أن هناك خلايا نائمة بين كوادر فتح وحماس، تستيقظ كلما ظهرت بوادر للمّ الصف الفلسطيني، لتبقى محتفظة بمكاسبها الشخصية من وراء استمرار الخلافات،فتسارع إلى التنطّح، وكيل الاتهامات، ونبش صفحات الماضي، والمقاربة بين المواقف لإعادة التوتر في الساحة الفلسطينية، غير عابئين بما يجرّه الانقسام وبقائه،من ويلات على هذا الشعب الصابر.أفراد هذه الخلايا لا تدرك القيمة العليا لمصلحة الوطن والشعب أو تتغاضى عن ذلك،وبأن هذا التراشق الإعلامي والتسخين في الكلمات جزء أساسي من العقبات التي تعترض إنجاز المصالحة، وهذا ما يفيد العدو الصهيوني.وهناك عقبات تتمثل في التدخلات العربية أيضا نتيجة طول الأمد على الانقسام والأوضاع السلبية التي ترتبت عليه، ولكن الإرادة الفلسطينية قوية وجادّة خاصة في ظل المناخات الإيجابية التي تحققت في الأسابيع الماضية منذ اندلاع انتفاضة السكاكين على العدو الصهيوني،والتي حققت التلاحم بين مكونات الشعب الفلسطينية الفصائلية والسياسية حيث الكل أصبح جزءا في الثورة،وعلى الأخوة الأعداء البناء على مثل هذه التصريحات كما جاء في حديث مشعل وانتهاز الفرصة للسير قدما نحو المصالحة....وإلى الخميس المقبل.