15 سبتمبر 2025
تسجيلإنشاء كلية الإعلام في جامعة قطر الوطنية، خطوة مهمة من خطوات الاستمرار في العطاء وتشجيع البحث العلمي في هذا الوطن، مع مواصلة الارتقاء في التنوع في الكليات والتخصصات التي يطلبها سوق العمل في الوقت الراهن، والحاجة باتت ضرورية ايضا اكثر من اي وقت اخر لإطلاق برامج الماجستير والدكتوراه في الكلية الجديدة لتغذية السوق الاعلامي بالكوادر المدربة والمؤهلة لخدمة المجتمع، وهذا الشيء لن يتحقق الا بالتوسع في هذا المشروع الاكاديمي العملاق الذي ستعود فوائده الجمة علينا بكل تأكيد اذا أحسنا التخطيط له وهيأنا له المناخ المناسب لإطلاقه في القريب العاجل، فقد تأخرنا كثيرا عن مثل هذه الكلية التي يجب ان تقوم على نشدان الإبداع في الإعلام بشتى صوره.فقد قال رئيس جامعة قطر قبل عدة اشهر عند توليه رئاسة جامعة قطر في يونيو 2015 م: ان جامعة قطر تنظر في المرحلة القادمة الى التركيز على عدة عوامل اساسية لا غنى عنها في سبيل الارتقاء بالجامعة الوطنية من خلال الاهتمام بـ: التقطير والتعريب وبناء السمعة الدولية وكلها من أولويات جامعة قطر، كما أن البرامج ستبرز كفاءات الخريجين وستلبي احتياجات سوق العمل، وأن الشراكة المجتمعية محرك رئيسي في عملية التطوير، كما سيتم الاستمرار في بناء الثقافة المؤسسية استنادا إلى إجراءات مدروسة. ** لماذا كلية الإعلام؟قد يسأل سائل:لم باتت الحاجة ضرورية الآن لإطلاق كلية الاعلام في جامعة قطر الوطنية، رغم ان بعض دول الخليج المجاورة قد سبقتنا بعقود وبدأت هذا المشروع الاكاديمي العملاق قبل سنوات أو عقود؟ ولعل التطور السريع في العالم عبر الاتصال والتكنولوجيا وظهور ثورة المعلومات وهيمنة شبكات التواصل الاجتماعي على الافراد والجماعات، من الاسباب التي تستدعي الاهتمام بالإعلام وتخصصاته المتشعبة مثل: — الاذاعة والتلفزيون — الصحافة — العلاقات العامة والإعلان — النشر والإعلام الالكتروني — الاتصال والخطابة.. وغيرها من التخصصات التي يمكن اضافتها لهذه الاختيارات.واذا بحثنا في سوق العمل الاعلامي فسنجد ان مجالات الاعلام هذه ما زالت مطلوبة سواء في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، او من خلال القطاع الخاص الذي اصبح يبحث عن المتخصصين في الاعلام ولا يكاد يجدهم في الوقت الراهن، خاصة ان البلد في توسع كبير في بنيته التحتية وهذا يتطلب الأعداد الضخمة والكبيرة في شتى التخصصات ومنها الاعلام بشكل خاص.خاصة ان رسالة قسم الاعلام في الجامعة:هي الاستمرار في تحسين صورة جامعة قطر باتباع خطة إعلامية محكمة من ضمنها تأمين تغطية شاملة لأخبار الجامعة اليومية والمحافظة على علاقات وطيدة مع كافة وسائل الإعلام المحلية والدولية لدعم رسالة جامعة قطر وتحقيق رؤيتها، وتقوية التواصل بينها وبين المجتمع الخارجي ومجتمعها الداخلي من خلال إنتاج وإدارة مجموعة متكاملة من الاتصالات الإلكترونية والمطبوعة عالية المستوى. ** التفاعل مع عالم الإعلامومن هنا:فان العمل من الان على اخراج هذه الكلية الى النور بات يتطلب الاسراع في التفاعل مع عالم الإعلام، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى مواكبة سوق العمل في دولة قطر وخارج قطر، خاصة ان مجال الاعلام قد اصبح قادرا على استيعاب الاعداد الكبيرة من الخريجين والخريجات ورفد هذا السوق بالإعلاميين الاكفاء الذين من شأنهم المساهمة في المشهد الاعلامي، وتطوير السوق الاعلامي بما يساير رؤيتنا الوطنية 2030 وذلك فيما يخص التنمية البشرية، وعدم التوقف عن مواصلة مثل هذه المشاريع الناجحة اذا احسن التخطيط لها بالشكل الذي يليق بسمعتنا الداخلية والخارجية، التي تعدت كل الحدود وفي شتى المجالات، سواء الاقتصادية او الاجتماعية او البيئية او الصحية، ومنها كذلك الاعلامية التي ستكون كلية الاعلام من المؤسسات البارزة لتزويد سوق العمل بكوادرها المؤهلة.فالتفاعل مع تخصص الاعلام اصبح من الامور المطلوبة في جامعتنا الوطنية، خاصة ان عالمه لم يعد محصورا في حدود معينة بل هو يتطور في كل يوم، واتذكر دائما ان هذا التخصص من اكثر التخصصات التي يقبل عليه الطلاب والطالبات بأعداد كبيرة، خاصة مع فترة الاصلاح والتطوير في الجامعة التي انطلقت سنة 2003 م، وان كان اقبال الطالبات بشكل اكثر من الطلاب بسبب عشق الطالبات للإبداع في هذا التخصص، الذي ينشدونه ويبحثون عنه دائما دون بقية التخصصات، وكان عدد الطالبات اللاتي يطلبن الالتحاق بالإعلام بالمئات وكنا لا نقبل سوى 40 أو 50 طالبة في كل فصل بسبب الامكانيات المحدودة لقسم الاعلام وبسبب ضيق حجم القاعات الدراسية التي لا تستوعب اكثر من هذا العدد. ** كلية الإعلام وريادة سوق العملوما من شك ان تأسيس كلية الاعلام في جامعة قطر الوطنية سوف يسهم مساهمة افضل في دعم مكانة وريادة الجامعة الوطنية كواحده من اعرق جامعات المنطقة فى العالم العربى، ومن ثم تحقيق مكانة متميزة على المستوى العالمي، وهو ما سيجعلها متفوقة في ضخ الكفاءات لسوق العمل المحلي والخارجي لخدمة تخصص الاعلام وفنونه.وهذا الشيء سوف يجعل مثل هذه الكلية جهة مهمة لسوق العمل من خلال إعداد خريجين متميزين داخل مجالات الاعلام المتنوعة، مع العمل على تأهيلهم تأهيلاً مهنيا وعلميا وتقنيا، من خلال تلبية احتياجات السوق ومتطلبات المنافسة الشريفة محلياوعالميا، مع الاهتمام برفع مستوى التزامهم بالمسئولية الاجتماعية والاخلاقية والمهنية تجاه هذا الوطن وقضايا المجتمع بشكل عام، هذا الى جانب الاهتمام بإجراء البحوث العلمية التي دائما ما ترتبط بأولويات المجتمع وقضاياه ومشكلاته الأساسية. ** معاملة الصحافة أسوة بالطبتشكو مهنة الصحافة في دولة قطر من شح الصحفيين المواطنين، ولذلك يعلق البعض بأن صحافتنا اليوم بلا هوية قطرية، والسبب في ذلك هو عدم التحاق من يتخرج من قسم الاعلام بجامعة قطر منذ ثلاثين سنة وحتى الان بهذا المجال، بسبب ضعف اداء الخريجين وعدم وجود حوافز تشجيعية لهم، بجانب عدم وجود صحيفة تدريبية للطلبة في قسم الاعلام اليوم، مما جعلهم لا يجيدون تطبيق ما يدرسونه نظريا ويطبقونه عمليا، فيخرج لنا الصحفي غير المؤهل لسوق العمل فيلجأ بعد تخرجه الى الوظائف الادارية لا الصحفية، وقد اصدر مجلس الوزراء الموقر في عهد رئيس المجلس السابق قرارا بالاهتمام بتأهيل الصحفيين القطريين، والحث على توظيفهم في هذه المهنة التي لم تجد اي اهتمام حتى الآن لأنها من المهن المتعبة والشاقة، حيث لا يتخصص فيها الا القليل، ولهذا نجد ان نسبتهم في المؤسسات الصحفية القطرية اليوم لا تتعدى نسبة 1 % أو 3 % (كعمل متكامل ولا نقصد العمل بالقطعة). ولهذا فالمطلوب من جامعة قطر اليوم هو تشجيع الطلاب والطالبات على الالتحاق بتخصص (الصحافة) ودفع رواتب تشجيعية لهم اسوة بالخطوة التشجيعية التي اتخذت مؤخرا مع طلاب وطالبات كلية الطب التي تأسست قبل فترة قصيرة، وهذا هو المنطق الصحيح اذا اردنا تأهيل كوادر صحفية وطنية للانخراط بسوق العمل وتحقيق توجهاتنا الوطنية.** كلمة أخيرة:كلية الاعلام مطالبة بطرح برنامجي الماجستير والدكتوراه، باللغتين العربية والانجليزية معا، من خلال منطلق رؤية قطر الوطنية 2030، مع التركيز على بحوث المجتمع القطري، بجانب قضايا وأحداث الساحة الاعلامية.. والى الامام دائما يا جامعتنا الوطنية.