30 أكتوبر 2025

تسجيل

أمام مشاريع الهيمنة... أين مشروع العرب والمسلمين؟! (2)

10 ديسمبر 2015

قال لي أحدهم، أكلما دهت العرب أو المسلمين داهية اتهمتم الصهيونية أنها وراء مصائبنا، أو اتهمتم الغرب وعلى رأسه أمريكا بالخطوب وشنّ الحروب، وكأننا نحن لا ذنب لنا أبداً، فأي عدل هذا؟ رويدك قليلاً يا أخانا المعترض، إن الحق معك حين تَعرِض ولا تفرض، وإني أقول لك ما قاله الشاعر عدنان النحوي، رحمه الله: مالي ألوم عدوي كلما نزلت بيَ المصائب أو أرميه بالتُّهمِ أنا الملوم فعهد الله أحملــــــــه وليس يحمله غيري من الأمم إذاً لا بد من الاعتماد - بعد الله تعالى - على الذات، فيضع أحدنا يده بيد أخيه حيث يكوّنان كتلة حزم وعزم، ليكونوا أصحاب حلول ناجحة، لكنه ليس من الذكاء بحال أن نغمض بصائرنا وأبصارنا عما يجري حولنا والعالم أجمع، فنحن في مرحلة مختلفة، ولابد لنا أولاً أن نقوم بفريضة التوعية والإعداد فإذا داهمنا العدو نكون له بالمرصاد، أَمَا ذكرنا الأسبوع الفائت تآمر الصهيونية لتفتيتنا وتفكيك بلادنا إرباً إرباً؟ وأضيف: إن ما يجري للعراق وسوريا اليوم إنما يتم بتدبير الصهيونية والاتفاق مع الغرب والشرق بل مع الكثير من حكام العرب الذين أعانوها حتى في حرب غزة الأخيرة بلا أي رادع، وكم جهدت إسرائيل ووضعت فرقاً إعلامية وسياسية لهذا الغرض من أمد بعيد، حتى قالت المنظمة الصهيونية العالمية في مجلتها (الاتجاهات) عدد 14 نوفمبر عام 1982م: "إن العراق الغني بالنفط هو المرشح المضمون لتحقيق أهدافنا، وإن تفتيته أكثر أهمية من تفتيت سوريا، فالعراق أقوى منها – أي سابقاً واليوم كلاهما ضعيفان - وقوته تشكل في المدى القصير خطراً علينا أكثر ولابد من تفكيكه، حيث لا يمكن ضمان بقائنا إلا بذلك، خصوصا أننا في عصر نووي، فإذا لم يحدث ذلك فليس باستطاعتنا البقاء مهما كانت الحدود! " (الأقليات بين العروبة والإسلام) لمحمد السماك ص: 131. أليس هذا المخطط هو ما يقع اليوم؟! ومن ثَمَّ يأتي الإجهاز على بلاد الشام - لا سمح الله - بتآمر إسرائيل كذلك، وإن كان يجري بها وبغيرها كروسيا بوتين الذي تعهَّد بحمايتها إلى الأبد وقال لنتنياهو فور وصوله موسكو: "اطمئن فالأسد لن يذهب!"، وما علينا إلا سحق الثورة. وللذكرى، فإن بوتين يعتبر احتلال سوريا حرباً مقدّسةً على ما نافقت له الكنيسة الأرثوذكسية بموسكو، ويطلق بعد إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية من غواصته صواريخ كروز تجاه الشعب السوري، إذ إنه يصعّد الحرب ضد تركيا بقصف السوريين العزّل في كل مكان! ومن يُصدّق أنه قصف مؤخّراً 47 مدرسة وجعل منطقة ((اللطامنة)) في ريف ((حماه)) خراباً وأمطر كل البقاع التي حُرِّرت من السفاح الأسد بحمم نيرانه لإعادة رسم الخريطة جغرافياً وديموغرافياً بما يتناسب مع دويلة الأسد المفيدة! وأخذ - من ناحيةٍ أخرى - يهدد تركيا ويصفها بالتهوّر لأنها لم تسحب قواتها الصغيرة في الشمال مدعياً هو و(العبادي) أن هذا خرق سافر للسيادة العراقية – متناسياً خرقه الكامل للسيادة السورية - مع أن تركيا صرّحت أن وجودها إنما كان بعلم الحكومة العراقية لمهمة التدريب. وزاد بوتين أنْ وجّه طلباً إلى مجلس الأمن لمناقشة ما سماه اختراقاً، إلا أن مندوب العراق في الأمم المتحدة قال: إننا لم نطلب من المجلس شيئاً وإنما أضافت موسكو هذا البند إلى الاجتماعات. وأوضح السفير التركي لدى الأمم المتحدة ما ذكرناه، مؤكداً الحفاظ على السيادة بالدبلوماسية التوافقية، لكننا نسأل: لو لم يحدث إسقاط طائرة الروس هل سيدافعون عن العراق ويشتكون ويؤججون – مع إيران المتآمرة- لغة التهديد ضد تركيا، وقد أكد مسعود البرزاني حاكم إقليم كردستان أن دخول القوات كان بمعرفة الحكومة في بغداد!.إن مثل هذه المؤشرات وسواها في مراكز الصراع أو أطرافه لَتدل على مدى الحقد المركّب ضد كل توجه إسلامي، وتركيا اليوم لا تُعاقب إلا من أجل ذلك، ومن هنا صرّح بوتين: إن إسقاط الطائرة شيء بسيط إذا ما قِيسَ بأسلَمة أردوغان للشعب التركي!، لكن هل يتحدث أحد عن الثورة الإيرانية وإرهابها؟ وهو ما أكده وزير الخارجية التركي من أن الطائفية التي تطل بها إيران تشكل خطراً على العالم، لأنها تسعى لترتيب مستقبلها الإقليمي والدولي ببسط النفوذ بعد الاتفاق النووي من خلال الحرب في سوريا والتدخل في العراق، فإن كل ذلك سيضمن التفوق لإسرائيل على الأقل لنصف قرن أو قرن كما نشرت - سابقاً- مجلة ((البنتاجون)) وزارة الدفاع الأمريكية.فيا أخي الحبيب لعلك أدركت بهذه الوثائق ما يجب أن نرمي إليه، فإن هذه بعض مشاريعهم لقتل شعوبنا وتفريقها، فأين مشاريعنا ولو في الذود عن الحرمات؟.