18 سبتمبر 2025

تسجيل

هكذا نغير صورتنا لدى الغير

10 ديسمبر 2014

قلنا بالأمس أن الصورة الذهنية المرتبطة بالإنسان العربي عند كثيرين، سواء في الشرق أو الغرب، أنه ذاك الشخص المترف الذي لا يهتم إلا بنفسه ونزواته وشهواته، يعيش حياة الرفاهية ويديرها بكل سذاجة، يسرق منه من شاء، ويستهبله من أراد، وتفاصيل كثيرة، وذكرنا بأن الصورة الذهنية السلبية ما إن تترسخ بالأذهان، فإن عملية إزالتها تستغرق وقتاً ليس بالقصير، لكن من الممكن تعديلها وتحتاج الى بعض الجهد وكذلك الوقت.لنتفق أولاً على أن الإنسان العربي أو المسلم ليس من الملائكة أو من الأنبياء كي لا يخطئ أو لا تغلبه أمراض النفوس المعنوية المتعددة، شأنه شأن أي أحد يعيش على هذه الأرض. ومثلما أن هناك العربي أو المسلم المترف المسرف غير العابئ بما حوله، فكذلك هناك الحكيم الواعي، المدرك لما يجري حوله ويتفاعل بكل إيجابية. لكن حين يتم تسليط الأضواء على السلبيات عبر وسائل الإعلام المختلفة، وفي المجالس والمنتديات وغيرها، فلا شك أنها ستغلب على الجوانب الإيجابية وتعطي انطباعات سلبية تبعاً لنوعية الرسائل الإعلامية المرسلة إلى اللاوعي عند مستقبلي تلك الرسائل. وهذا هو ما حدث وما زال، سواء للإنسان العربي أو المسلم.حين تقوم وسائل الإعلام وخاصة العربية، بتغييب النماذج الواعية الحكيمة في المجتمع العربي من مشرقه إلى مغربه، عن عمد وتجاهل في كثير من الأحيان، وتسلط الأَضواء على آخرين أقل حكمة وعلماً وثقافة وإدراكاً، مع احترامنا للجميع، وتبرز الجوانب السلبية من حياة الإنسان العربي أو المجتمع العربي بشكل عام، فإنه من المؤكد أنها تقوم بترسيخ صورة ذهنية غاية في السوء والتشويه عن العرب، تحتاج إلى سنوات طوال، وجهود إعلامية مستمرة وكبيرة ومتنوعة لتغيير تلك الصورة.هناك نوابغ من العرب والمسلمين في مجالات عديدة. هناك مفكرون واستراتيجيون ومثقفون وأدباء وكتّاب وأطباء وعلماء في تخصصات علمية وأدبية.. لماذا لا يظهرون في وسائل الإعلام العربية من المشرق إلى المغرب؟ إن هناك عدم عدالة بيننا كإعلاميين عرب في إبراز الإيجابيين في مجتمعاتنا، فلا يجب أن نلوم إذن، والحالة هكذا، الغريب الأجنبي إن هو بدأ في رسم صور سلبية عنا.. إذن الحل يكمن عندنا، فنحن من يجب عليه رسم الصورة الذهنية الإيجابية أولاً عن أنفسنا لكي يرسمه غيرنا أيضاً، ومن يحترم نفسه سيحترمه الآخرون وبالضرورة، أو هكذا هي قوانين التعاملات بين البشر.