11 أكتوبر 2025
تسجيلملامح بروز التشابك الرقمي والمعرفي لقد مرت السنوات تباعاً والجميع يسأل عن معنى رؤية قطر ٢٠٣٠ وكيف ستتمثل عناصرها وتتكون أجزاؤها، ولكن أمام الجميع كانت تلك المكونات تتشكل وتنمو وتتبلور أمام الممارسين وتتعدد التجارب وتتنوع من مراكز أبحاث إلى الجامعات والكليات ومناهج التعليم عملية تنموية بامتياز ولكن في طور التكون ولذلك ظلت تجربة تحت الوعي الجمعي، ولكن المتابعين والمختصين متابعي المبادرات مبادرة مبادرة ولكن هل ستفصح هذه الجهود المتفرقة في الجامعات والحاضنات ومراكز الأبحاث عن تبلور رؤية ٢٠٣٠ وغايات القيادة والشعب عن تخلق كيانات مؤسسية تحمل رسالة ومسؤولية المهمة المناطة بها وهي نقل الاقتصاد والمجتمع لمصاف الاقتصاد الرقمي من خلال تحقيق الاقتصاد الرقمي والمجتمع الرقمي، نعم منظومة هائلة ولذلك تردد السؤال على أذهان الجميع هل نحن نخطو تجاه تلك الغايات السامية وهي التحول الرقمي متبوعاً بالتحول الأهم وهو التحول المعرفي للاقتصاد والمجتمع، استطيع أن أقول إن مثل هذا الانتقال هو غاية المجتمعات البشرية ولكن لم يتمكن أي من المجتمعات من تحقيق تلك النقلة، ولكن كل مجتمع خطا في هذا الاتجاه كل حسب إمكانياته وقدراته ووضوح الرؤية له فالبعض حاول القفز على المراحل عن وعي أو غير وعي لا نعلم ولكن محاولة القفز من الاقتصاد التقليدي لاقتصاد المعرفة دون أخذ المرحلة الوسيطة وهي الاقتصاد الرقمي بجدية وحذر لابد يسقط الاقتصاد في دوامة الفجوات التي لا تنتهي، فاقتصاد المعرفة يحتاج قاعدة صلبة رقمية، ودون وجود تلك القاعدة يظل التحول يتحرك بخطوة للأمام وخطوتين للخلف، وتمت الإشارة لهذا من بداية الحديث عن اقتصاد المعرفة، فالاقتصاد الرقمي هو تحويل كل العمليات و الإجراءات إلى عمليات رقمية، وهنا بذلت جهود جبارة لم اكن أتوقع أن تكلل بكل هذه المكاسب والإنجازات مثل الحكومة الإلكترونية مثل مطراش وصك وعون وغيرها من التطبيقات من قبل أجهزة الدولة والمؤسسات وتحولت المعاملات والإجراءات للفضاء الرقمي من المطار للميناء للوزارات للخارجية إذن اصبح معظم عمل الدولة في شكله الرقمي وتستمر الجهود من أجل ترقيم كل عمليات الدولة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه اصبح من الواضح ولتحقيق هذا المستوى من النجاح أن ثقافة المجتمع أصبحت صديقة وداعمة ومحفزة للتحول الرقمي وأصبح مطلبا شعبيا وواقعا متوقعا، فالجمهور والمستهلك وعموم الشعب يتوقع أن تقدم الخدمات له من خلال التطبيقات وتوفرها لكل مناحي الحياة، بل إن المردود على مؤسساتنا العامة والخاصة اصبح الدافع لاستمرار التوسع والتعمق في هذا التحول الأساسي والمهم من أجل تحقيق التنمية المستدامة والمتوائمة والتحولات العالمية المستقبلية، هذا يطمئن أننا نواكب وبشكل صحيح هذه التطورات ونحن والأجيال القادمة مهيئون لتحقيق التحولات والتطورات المطلوبة مستقبلاً وأهمها التحول المعرفي، إذا كنا قد حققنا التحول الرقمي فإنه من المفرح أن نرى أن بداية ملامح التشابك المعرفي قد بدأت ولقد كان معرض كيتكوم أحد هذه المؤشرات المهمة فرأينا المعنيين وأصحاب المشاريع وأصحاب المبادرات يجتمعون مع الشركات وتحت أنظار المستثمرين وبحضور الممولين، هذا المستوى من التواصل هو ما سينتج عنه حشد الطاقات والقدرات وتوفير المعلومات وفتح الأسواق وجذب المستثمرين وأصحاب المشاريع والكوادر وأصحاب الخبرات ولتتكون سوق حيوية كل ينشد فيها غايته ويبحث فيها عن ضالته من شركاء إلى ممولين إلى أصحاب خبرات تبع ذلك حدث مماثل وهو معرض الحاضنات وذلك تجمع آخر سيخلق فضاء داعما للتحولات في المجتمع القطري، وبعد أن كان الحديث عن التحول الرقمي أو المعرفي والحديث عن المشاريع المبادرات الرقمية ضرب من الخيال ها نحن اليوم نشاهد الحدث بعد الحدث في ترسيخ المفهوم الرقمي والمعرفي.