20 سبتمبر 2025

تسجيل

وفاز ترامب..

10 نوفمبر 2016

العالم انشغل أمس بانتخابات أقوى إمبراطورية ظهرت على الأرض في التاريخ، الانتخابات الأمريكية شغلت العالم كله، والنتيجة النهائية سارت ربما عكس ما تمناه كثيرون، وفاز ترامب.فاز هذا الجمهوري بعد شد وجذب مع مرشحة الديمقراطيين. فاز بعد حملة مثيرة تخللتها تصريحات نارية له، وأخرى لا تليق أبداً بمرشح يتطلع إلى اعتلاء أهم كرسي رئاسة في العالم، وتصريحات أخرى كثيرة.لا يهمنا إن فاز ترامب أو لو كانت الفائزة هيلاري، فكلاهما في دولة لا يتحكم فيها الفرد الواحد أو الزعيم الخالد. إنما هي دولة مؤسسات تديرها قوى مختلفة ذات مصالح ومكاسب، ومن يصل لرئاسة هذه الدولة، عليه أن يستمر في الحفاظ على مكاسب ومصالح البلاد العليا الاستراتيجية أولاً، ومن ثم مصالح القوى المختلفة المهيمنة على سياسات البلاد، رغم الصلاحيات الواسعة التي أعطاها الدستور الأمريكي للرئيس.سيبدأ ترامب مدته الرئاسية، ويبدأ بالعمل لتحقيق مصالح بلده، وسيبذل جهده على الصعيد الداخلي والخارجي، وستعود الحياة إلى طبيعتها، وستعمل المؤسسات وكأن كل ما كان من ضجيج في الأيام الماضية، حلم وانتهى. هذه هي ميزة دولة المؤسسات. استقرار واستمرار للحياة، وإن ضاقت عليهم أحياناً.لن تتأثر الدولة بشكل عام، ولن تتغير السياسات الاستراتيجية، ولن تظهر دعوات لتغيير الدستور، ولن يعيش المعارضون لترامب في خوف وقلق من اعتقالات وسجون ومطاردة. لن تنهار مؤسسات البلاد الاقتصادية وغيرها، ولن تنهار العملة، ولن يسحب الشعب أمواله من البنوك وإرسالها للخارج، ولن يتأثر الجيش بما يحصل في عالم السياسيين بالبلد، ولن يفكر في الانقلاب بالتعاون مع المعارضة، ولن ولن ولن. ولك في النهاية أن تقارن هذه الانتخابات ببعض ما يجري في العالم الثالث النامي أو النايم، لتعرف ما يحدث حين يتغير الزعيم لأي سبب، ولتعرف كذلك سر اهتمام شعوب هذه البلدان بمثل هذه الأحداث في العالم.