15 سبتمبر 2025

تسجيل

السيسي .. إلى أين يأخذ مصر ؟

10 نوفمبر 2016

لو استعرضنا سريعا ما ساقه الانقلاب المصري من مسوغات لاختطاف الثورة وخيارات الشعب لوجدناها كلها صارت منكوسة لديهم (الغلاء، وانهيار الجنيه، والتحالف مع العدو .. ) فالانقلاب فقد كل ما ساقه كمسوغات لجريمته بحق مصر (الشعب، والدولة، والاقتصاد، والعدالة، والوزن الإقليمي، والبناء السيسيولوجي - العلاقات المجتمعية والقوى المؤثرة فيها - ومجابهة العدو الإستراتيجي) ما يعني أن البحث المعمق والموضوعي يجب أن يتوجه إلى أربع مسائل؛ هي : هل السيسي سخيف وهزء كما هي الصورة الرائجة ؟ وهل مصر لا تستطيع معالجة أزماتها ؟ وإلى أين يسير الانقلاب بمصر؟ ثم أخيرا : ما علاقة ما يجرى في مصر بالمنطقة ومتغيراتها .. وأقول : أما أن السيسي ساذج فهذا غير وجيه إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنه نظام لا فردا، وأن السيسي كشخص كان رئيسًا لأخطر وأدق جهاز في الدولة - المخابرات الحربية - وإذا نظرنا لكلماته التي تبدو ساذجة في ضوء سيكيولوجية الشعب المصري.وأما أنها أفشال حقيقية؛ فلا يمكن تصديق هذه أيضا، فمصر أكبر من أن تفشل وهي قادرة بنيلها وطولها وعرضها وقناتها وموقعها وداعميها وعشرات المليارات المدسسة لها سوى الـ50 مليارًا العلنية التي دعّمها بها حلفاء الانقلاب؛ ولا يمكن أن ينسب عجز الموازنة للظروف في حين يتقاضى بعض موظفي الداخلية ما يصل إلى مائتي ألف جنيه شهريًا، ثم إن مصر لم تفاجأ بقحط ولا بالزلازل والبراكين ولم تدخل حروبا طاحنة ! وعليه فالمرجح أنها تخضع لمنهجية إفشال وليست فاشلة بالفعل. وأما إلى أين يسير الانقلاب بمصر ؟ فبما أنه يتم هدم كيان الدولة كالذي نرى (الرئيس، والعقيدة، والجيش، والأمن، والقضاء، والوحدة الوطنية، والتراب الوطني ..) فالمرجح أن مصر وقدرة أي نظام ثوري قادم على معالجة مشكلاتها هو المستهدف، والمرجح أن العمل جار على الانقسام الذي خطط له "البنتاجون" منذ ثمانينيات القرن الماضي، وفضحه المرحوم الدكتور حامد ربيع أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في مقالاته بصحيفة الوفد تحت عنوان (مصر والحرب القادمة)، وأعاد نشره الدكتور محمد عمارة في كتابه (المسألة القبطية حقائق وأوهام) ومفاده تقسيم مصر إلى أربع دويلات؛ قبطية: مركزها الإسكندرية، ونوبية: عاصمتها أسوان، ومصرية من ترعة الإسماعيلية والدلتا حتى حدود الدويلة القبطية، ويهودية تمتد عبر سيناء حتى شرق الدلتا يكون فرع دمياط حدها الشرقي لتحقق الغاية الصهيونية النهاية (من الفرات إلى النيل).وأما عن علاقة ما يجرى في مصر بما يجرى حولها؛ فإن الانقلاب قد جاء للتحضير لما يجرى اليوم في سوريا والعراق واليمن والانقلاب على مشروع الإخوان (تحالف سني يجمع مصر والسعودية وتركيا ! بالتالي فليس ولاء السيسي للعدو الصهيوني وإرساله قوات وأسلحة إلى نظام بشار ولا تخليه عن السعودية ولا مهاجمته لثوابت الدين بالغريب إذا كان جزءا أساسا في هذه الحرب القائمة على أهل السنة ولصالح المخطط اليهودي الغربي الإيراني للمائة سنة القادمة.آخر القول: واضح أن الحالة المصرية أكثر جدية من الاستهزاء بالسيسي، وأعمق خطرا من مجرد حالة فشل ستؤول بحصاد يصب في مصلحة خصوم الانقلاب.