28 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); سَجلَ كتاب الله الخالد قصة سحرة الطاغية فرعون، وكيف أنهم كانوا في أول النهار كفاراً فجرة، إلى أن كانوا في آخره، مؤمنين بررة. وخلال السنوات الأخيرة سمعنا من يشبه الإعلاميين بأنهم "سحرة فرعون"، وقامت الدنيا ولم تقعد، وكأن الإعلاميون منزهين عن الخطأ.وكما أن القاعدة دائماً ليست ثابتة، فإن هناك إعلاميين يعرفون حقا متلقيهم، وآخرين، لا يعرفون سوى أن يكونوا بوقاً دعائية لهذا أو ذاك. وقد يكون هذا مقبولاً- مع رفضه جملةً وتفصيلاً- غير أن الأخطر أن يجعل الإعلامي من وسيلته المطبوعة أو المرئية أو المسموعة أو الإلكترونية، وسيلةً لتزييف عقل متلقيه، فيصبح بالفعل أشبه بـ"سحرة فرعون".غير أن التشبيه هنا مع الفارق في أن السحرة أنابوا إلى ربهم، وعرفوا حقه، وامتنعوا عن الاستمرار فيما كانوا يزينون ويجملون ويشوهون. وبالمقابل، فإن موضع التشبية لا يزالون في غيهم. يزينون، ويطبلون، ويخربون، إلى غيرها من الصفات، التي تجعلنا أمام جيل من الإعلاميين، لا يعرفون منكراً، ولا ينكرون معروفاً. الأبيض عندهم أسوداَ، والأسود عندهم أبيض. وهكذا دون رد الشيء إلى أصله.هذه هي الخطورة في أن يكون الإعلام وسيلة للتضليل والتخريب. ودعك من مقولة الإعلام المعارض، والآخر المؤيد، فقد تجاوزنا هذا التصنيف إلى ما هو أبعد وأخطر في أن يكون دور الإعلام هو التضليل والتزييف. مثل هذا الصنف من الإعلام لا يمكنه بحال أن يدعم قضية، أو يخدم وطناً، أو يبني أمة.نعم قد يكون مثل هذا الإعلام قد حقق أهدافاً آنية، ولكن أهدافه التي يعمل من أجلها لن تكون استراتيجيه، إذ أن المتلقي سيلفظه ولو بعد حين، وهذه سنة كونية، في أن الباطل لجلج، وأن الحق أبلج، وأنه لن يصح سوى الصحيح، فمثل هذا الإعلام هو استثناء في كل شيء. استثناء في مفهوم الإعلام ذاته.. ماهيته وأهدافه.لذلك، فإن الإعلام المهني، القائم على مقومات وعناصر وآليات واضحة، هو الحق الذي يفرض نفسه، وهو الذي ستكون له الغلبة، مهما كان صوت الإعلام المخرب عالياً، فحتماً سيكون مصيره السقوط المدوي في نفايات التاريخ، وتحت أقدم المتلقين، وخارج أعين المشاهدين.