21 سبتمبر 2025
تسجيلعندما تطالب الإدارة الأمريكية بشكل علني وصريح من حملة السلاح غير الشرعي بعدم تسليم أنفسهم وأسلحتهم للسلطات السورية بعد ما أعلنت هذه السلطات عفواً عاماً عن هؤلاء. وعندما يعلن وزير الخارجية الفرنسية بالأمس آلان جوبيه أن المبادرة العربية ماتت!! وعندما تعلن بعض أطراف المعارضة السورية في الخارج رفضها لهذه المبادرة العربية!! وعندما نسمع أصواتاً من المعارضة السورية تطالب بالتدخل العسكري الأجنبي لإسقاط النظام!! فهذا يعني أن الإدارة الأمريكية ومعها الغرب عموماً وبعض أطراف المعارضة السورية تريد قتل وذبح ووأد المبادرة العربية لأن مطالبها تتعدى حدود هذه المبادرة، فهي تريد أن يشتعل الحريق الأهلي السوري، وتريد أن تحترق سورية، وتريد قتل المزيد من أبناء الشعب السوري ليس بالسلاح السوري فقط وإنما بالسلاح الأجنبي.. وتريد تمزيق وتفتيت سورية. المبادرة العربية جاءت لتحقق هدفاً سورياً وعربياً في حقن دماء الشعب والعمل على دفع المصالحة بين المعارضة والسلطة على أسس وطنية وقومية وتساعد النظام السوري على تصحيح مساره وتصحيح علاقاته مع شعبه من أجل تحقيق الحرية والكرامة، لهذا الشعب والخلاص من الحكم الدكتاتوري المتسلط والقضاء على الفساد المستشري بسورية وتداول السلطة بشكل هادئ وسلمي بعيداً عن العنف وإراقة الدماء. ولعل قبول النظام السوري بهذه المبادرة يؤكد أن هذا النظام أدرك خطورة المرحلة وأدرك أن البديل عن هذه المبادرة العربية هو "تدويل" القضية السورية، والتدويل يعني التدخل الأجنبي.. والتدخل الأجنبي معروف النتائج الكارثية ليس على سورية وشعبها فقط وإنما على الأمة العربية بأسرها. لكن قبول النظام لهذه المبادرة يجب أن يرافقه التطبيق العملي والفوري ولا أدري ما مدى التزام النظام وتطبيقه لبنود هذه المبادرة حتى الآن لأننا لم نسمع من أطراف الجامعة ماهية وكيفية الإشراف على تطبيق هذه المبادرة رغم أن ما سمعناه من المسؤولين بالجامعة العربية بأن هناك مندوبين من الدول العربية سوف يشرفون على تطبيق بنود هذه المبادرة وأن هناك ميزانية خاصة تم رصدها لتغطية نفقات هذه اللجنة وهنا نسأل عن مصير هذه اللجنة ولماذا لم تشكل حتى الآن ولماذا لم تباشر أعمالها حتى الآن ولماذا لم تذهب وسائل الإعلام العربية لمتابعة الأحداث في سورية والمبادرة نصت على ذلك؟! المبادرة العربية لم تمت بعد ولا تزال هذه المبادرة هي الأمل في خلاص الشعب السوري من كابوس النظام ومن خطر التدخل الأجنبي وهي الضامنة لوحدة واستقرار سورية وهي القادرة على الحفاظ على الأمن الوطني والقومي السوري.. وكذلك الأمن القومي العربي، لهذا نطالب بسرعة تفعيل هذه المبادرة فوراً وعلى النظام السوري إذا أراد حماية سورية وشعبها من أعدائه وأعداء الأمة العربية أن يبادر فوراً إلى ترجمة قبوله لها وأن يترجمها على أرض الواقع ويحقن دماء الشعب السوري ويمنع الآخرين من النيل من وحدة واستقلال سورية، وهذا لن يتم إلا إذا أقر هذا النظام بأن مرحلة النظام الدكتاتوري قد انتهت، ولابد الآن من أن يحكم الشعب وعليه أن يرد على أعداء سورية والأمة العربية بالعمل وليس بالقول، إن المبادرة العربية لَمْ تَمُتْ.