20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بالأمس فاضت شوارع مدينة الفاشر بالآلاف جاؤوا من كل فج عميق بدارفور مبتهجين بما حققته اتفاقية الدوحة ومستقبلين بمحبة الرئيس البشير وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني والسيد إدريس دبي رئيس دولة تشاد. ليس أكثر تعبيرا من تلك اللافتات التي رفعتها جماهير دارفور شكرا لكل الذين سعوا لإيقاف نزيف الدم هناك. استلمت دولة قطر ملف دارفور وبدأت دبلوماسيتها النشطة تعمل في عدة اتجاهات، فعملت مع المجتمع الدولي ومع المنظمات الإقليمية ودول الجوار لحلحلة أزمة مستعصية استمرت أكثر من ست سنوات. كسبت قطر أول ما كسبت ثقة أهل دارفور بمختلف توجهاتهم وفصائلهم وحركاتهم المسلحة، واستضافت لسنوات مفاوضات دارفور المتطاولة بلا كلل أو ملل، صبرت صبرا مدهشا على صراعات عجيبة بين فصائل تنشق كل صباح حتى تكاثرت في فنادق الدوحة فبلغت العشرات. توجت قطر مجهوداتها الفريدة بنجاح باهر حين وقعت اتفاقية الدوحة في ٢٠١١ التي وضعت أساسا قويا لسلام دارفور.بالأمس بمدينة الفاشر احتفل الجميع بنهاية فترة الاتفاقية عبرت فيها دارفور مرحلة صعبة من تاريخها مليئة بالدم والدموع بين نزوح وتشرد ولجوء. بعد خمس سنوات هي عمر الاتفاقية تكاد تكون الحرب توقفت تماما في دارفور ويقبل أهلها الآن على حياة جديدة مستقرة وآمنة. كان لدبلوماسية قطر ومجهوداتها القدح المعلى في طي إحدى أبشع الصفحات في تاريخ دارفور الحديث.كثيرون يظنون أن الدوحة فعلت ذلك لأنها تملك المال وذلك وهم كبير فكثير من الدول في الإقليم العربي تملك مالا أكثر بكثير مما تملكه الدوحة ولكنها لا تتمتع بذكاء الدبلوماسية القطرية ولا فعاليتها وليس صدفة أن تتولى قطر أكثر من ملف إقليمي وتتعامل مع كل تلك الملفات بذات الهمة لتحصد ذات النجاح.طويت اتفاقية الدوحة أمس ودارفور آمنة بها عشرات القرى النموذجية وبنكان للتنمية برأسمال قطري أكثر من ملياري دولار. بالأمس عبرت جماهير دارفور عن شكرها وامتنانها لدولة وقطر وأميرها بتلك الحشود والصور واللافتات التي فاضت بها ميادين الفاشر، كان ذلك الحشد استفتاء على نجاح اتفاقية الدوحة وشكرا لأياد كريمة مدت لدارفور في وقت ضيق امتنع كثيرون عن دعمها ولاذوا بالصمت.إذا كان ثمة تحية خاصة نوجهها لثلاثة رجال أعطوا كل وقتهم وجهدهم للتوصل لاتفاق الدوحة ومن ثم السعي لإنجاحه. أولهم السيد أحمد بن عبدالله آل محمود، الرجل المتواضع الذي طاف دارفور من أقصاها إلى أقصاها ملتقيا أهل المصلحة الحقيقة الذين تعجبوا من الرجل الذي يزورهم ويتفقدهم في قراهم ونجوعهم البعيدة حتى أنجز المهمة بنفس راضية.الرجل الثاني هو د. أمين حسن عمر الذي عمل في صمت واحتمل كل أنواع الحروب القذرة التي شنت ضده حتى من بني حزبه بسبب آرائه التي لا تعرف المجاملة ولا المداهنة مع المتمردين ولا المدلسين، صمد د. أمين حتى بلغ بالاتفاق نهايته المرجوة. الثالث هو د. تجاني السيسي الذي ترأس السلطة الانتقالية بحنكة رغم كثير من العواصف والصراعات التي كادت تعصف بها في أكثر من منحنى.وهناك رجل يعمل خلف الكواليس يستحق تحية خاصة وهو صديقي د. محمد محجوب هارون الذي دفع بفكرة تولي قطر لملف دارفور وكتب أول تصور للمفاوضات تبنته الحكومة وعملت على أساسه، للأسف لم يُدعَ محمد حتى للاحتفال بالنهاية السعيدة. هنالك يوم تكتب فيه الأعمال الجليلة بقلم من نور، شكرًا لقطر أميرًا وشعبًا.