19 سبتمبر 2025
تسجيلهل يوجد من يعمل ولا يخطئ؟ بالطبع ستقول لا، وهذا هو الرد المنطقي الصحيح. إذ طالما أنك إنسان، فأنت معرّض للخطأ في أي عمل تؤديه.. إلا إن كنت من جنس الملائكة!الأصل عندنا نحن البشر أن نعمل ونجتهد قدر المستطاع على أن ننجح ونحقق المطلوب بأقل كمية ممكنة من الأخطاء، وقد ننجح في ذلك بامتياز وربما لا، فإن نتيجة هذا الاجتهاد عادة إما أن نخطئ أو نصيب، وقلما يسلم المـرء من الوقوع في الخطأ. ومن هنا، يمكن اعتبار الخطأ في العمل أمر طبيعي؛ لأن المنطق يفيد بأن من يعمل لابد أن يخطئ، ومن لا يعمل، فهو بكل تأكيد لن يخطئ.نحن بشر تتحكم بنا المشاعر والأحاسيس، وتتقلب أو تتبدل الأهواء والأمزجة ما بين ليلة وضحاها، وبما أننا نعيش في مجتمع بشري يعمل فيه الناس معاً، وكل فرد يؤدي عمله بكل أمانة وجد واجتهاد، وفق رؤى واضحة وخطط تنفيذية جلية محكمة، فإنه إن وقعت أخطاء من أي فرد، فلا بأس بذلك؛ لأن المهم ها هنا أن الكل يحاول ويعمل ويبذل الجهد ويتخذ الأسباب.المخطئ يكفيه شرف المحاولة وشرف العمل بكل تأكيد، وهو ها هنا أفضل من الذي لم يحاول ولم يعمل.. العبرة هنا ليست في منع وقوع الخطأ؛ لأن هذا أمر غير منطقي، لكن العبرة في كيفية الاستفادة من الخطأ ودراسته إن وقع، بحيث يتم تفادي الوقوع فيه مرة أخرى. إن كنت مديراً أو مسؤولاً عن موظفين يعملون تحت إمرتك، فاعلم أننا في مجتمع يعمل الجميع فيه، والضغوط كثيرة ومتنوعة يقع الجميع تحت تأثيراتها فترة من الزمن، تطول أو تقصر، وهذا أمر يدعوك كمسؤول، وكي تقلل من نسبة الأخطاء التي يمكن أن يقع الموظفون فيها أو تقلل من تأثيراتها حين تقع، أن تتفهم الظروف ويتسع صدرك وتحاول توجيههم نحو استثمار الخطأ وتحويله إلى درس يُستفاد منه للمستقبل، مع أهمية أن تقوم بذلك بروح أخوية صادقة، فإن مثل هذه اللمسات في التعامل لها تأثيرها البالغ على العامل حين يخطئ..حاول أن تجرب هذا الأسلوب في العمل وأحسبك لن تخسر شيئاً بإذن الله.