16 سبتمبر 2025
تسجيلالقيادة يعتبرها البعض تولد مع الإنسان، لكن ليس يعني أنه لا يمكن صناعتها واكتسابها أو أنها مقتصرة على الموهبة فقط.. لا الأمر ليس كذلك في عالم اليوم، حيث أمسى كل شي قابل للتصنيع والتشكيل.. فكما الحديد الخام تقوم عليه مصانع لتنتج آلات وميكانيكيات وغيرها، فكذلك اليوم تقوم مراكز ومدارس ومعاهد على الخبرة الإنسانية لتصنع منها ما تشاء من آراء واتجاهات وعقول، مع ملاحظة أنه ليس عيباً ألا يكون الإنسان قائداً، فهذه قدرات وإمكانيات ومواهب يمنحها الخالق لمن يشاء وقتما وكيفما يشاء سبحانه. لكن سؤالي إليك: هل أنت قائد؟ أو كيف يمكنك معرفة ما إن كنت قائداً أو تصلح للقيادة من عدمها؟ من المؤشرات التي جدير بمن أراد معرفة وتشخيص نفسه في مسألة القيادة أن يتعرف عليها، هي القدرة على التحدث أمام الآخرين دون ارتباك أو خوف فيما لو طُلب منه في أي وقت، دون أن يعي ضغوط التحضير والتخوف ورهاب مواجهة الجماهير.. الثقة بالنفس من العوامل المهمة التي يتحلى بها أي قائد، لأنها الأساس في المحكات والمواقف الصعبة التي تتطلب حزما وحسماً للأمور واتخاذ القرارات الصعبة، التي وإن لم تكن صائبة تماماً فإن مجرد اتخاذها وإصدارها، أمر يحسب لمن أصدرها، حيث لا يكون أصدرها إلا ثقة بنفسه وبمن معه وثقة في صوابية القرار ذاته، لأن المواقف الصعبة لا تتحمل التردد وتأجيل القرارات. وما يحصل التردد والتأجيل في أمر ما إلا بسبب غياب أو فقدان قائد يقود الموقف. القادة يصدرون الأوامر ويتحملون نتائجها في الوقت نفسه.. يشعر أحدهم بعظم المسؤولية وخطورة المواقف الصعبة التي تتجه الأنظار دائماً إلى من يعلق الجرس كما يقال، فتجد القائد الحقيقي يتخذ القرار، بغض النظر عن دقته التامة أو صحته، لأن مجرد اتخاذ القرار كما ذكرنا، هو نوع من المغامرة التي عادة لا يقوم بها سوى القادة، بل القادة العظام تحديداً..