12 سبتمبر 2025
تسجيللماذا هذه التكاليف، ولماذا هذه المشقة؟ ولماذا هذه الأعباء المرهقة؟ ولماذا نحمّل أنفسنا ما لا نستطيع تحمّله؟ هل حياتنا تستحق كل هذه التكاليف الاجتماعية بمساحاتها المتعددة؟ نحن جميعاً مدعوون إلى إعادة صياغة حياتنا من جديد مع قيمة ومفهوم «بسّط حياتك» لتكون حياتنا لها طعم ومذاق جميل له أثر وراحة. نعم «بسّط حياتك»:- - في المناسبات (الزواج) ما نراه اليوم من مبالغات وطلبات تكسر ظهر أصحابها ويتجرع ألمها طوال حياته من ديون ومطالبات مالية. فلماذا هذا التوسع السلبي المهلك في هذا الجانب، فمتى نترك ونُنهي هذه السلبيات والمبالغات في حفلات الزواج وما يصحبها من حفلات مع الأسف، ألا يكفي إشهار الزواج!. فلنجعله بسيطاً حلواً بجماله وبجمال «بسّط حياتك»، فما أجمل الحياة ببساطتها!. والذي يضيّع بساطتها هذا الإسراف الذي لا يرضاه لا شرع ولا عرف سويّ. فإلى متى يا مجتمع تسير مع هذا المظاهر وتجري وراء السراب، وفي النهاية أنا وأنتَ وأنتِ الخاسرون الضائعون التائهون؟. - في العزاء.. حتى في أوقات الحزن أصبحت المظاهر تغزو العزاء (غداء-عشاء) والبعض يقيم إفطاراً (ريوق)، هذا عزاء ولا جلسات اجتماعية وسوالف، ولا حول ولا قوة إلا بالله «بسّط حياتك» ترتاح. وهنا لابد أن نشيد ببعض العوائل-بارك الله فيهم- أصبحت تترك هذه المظاهر من إقامة ولائم في العزاء غداء وعشاء، وكذلك قامت بتحديد أوقات العزاء يبدأ من كذا في الفترة الصباحية، ويبدأ بعد صلاة العصر وينتهي بعد أذان صلاة العشاء مباشرة، فجزاهم الله كل خير على العمل، وبإذن الله تعالى يقتدي بهم بقية العوائل في هذا الأمر وتتسع دائرة ترك هذه المظاهر السلبية التي أرهقت الكثير منا عندما يفقدون عزيزاً عليهم. رحم الله موتانا وموتى المسلمين أجمعين «بسّط حياتك» ترتاح ويرتاح غيرك!. - مع السفر.. وهنا حدّث عنه ولا حرج، وخذ من أحاديث الناس حول السفر «بسّط حياتك». هذا الذي يريده منك السفر أيها المسافر. - في ذهابك للتسوق.. «بسّط حياتك» قال جابر بن عبد اللّه رضي الله عنهما: رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في يدي لحما معلقا، قال: «ما هذا يا جابر؟». قلت: اشتهيت لحمًا، فاشتريته. فقال عمر: «كلّما اشتهيت اشتريت، أما تخاف هذه الآية: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا}. لو أدركنا هذا المعنى من «كلما اشتهيت اشتريت» لكانت حياتنا في ذهابنا للتسوق وعند المشتريات أكثر راحة «بسّط حياتك». ولكن للأسف!. - في بناء بيتك.. لماذا هذه المبالغات في البناء لا حد لها؟ ثم يقول يا ليتني لم أفعل ذلك!، فتكسر ظهره الديون والمطالبات من الغير، المشكلة الكبيرة، أن كل واحد منا يريد أن يظهر نفسه أمام المجتمع أنه عنده ويقدر-لا نعمم- ولكن هذا الواقع المشاهد «بسّط حياتك» لترتاح ويرتاح من حولك. - في إقامة الولائم (العزايم).. إسراف ما بعده إسراف «بسّط حياتك»!. مشكلتنا -إلا من رحم الله- المظاهر وحب (المفوشر والمزاباه) أنا عندي، أنتم لستم أحسن مني، وشوفوني، وأنا أقدر أعمل مثلكم وأكثر، هذه الكلمات السلبية وغيرها هي التي ضيعت جمال الحياة، وعكرت صفو العلاقات الاجتماعية وأتت بالمشكلات في طريقنا. فإلى متى ونحن نسير مع هذه التصرفات التي لا يقبلها لا شرع ولا عرف اجتماعي سليم؟. «بسّط حياتك». فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: «ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله». يا الله كم في هذا الحديث الشريف من مشهد حيّ «بسّط حياتك»!. ففيه من الأفراح والمباهج في مساحات الحياة لو أدركنا وسعينا للفهم الصحيح من معلّم الأمة والإنسانية الخير صلى الله عليه وسلم وأتينا به في واقع حياتنا «بسّط حياتك»!. «ومضة» هل وصلت لكم رسائل «بسّط حياتك» أيها المجتمع وما أكثرها!.