12 سبتمبر 2025
تسجيل(1) كلما تناولت الكتابة عن موسيقار قطر الراحل عبدالعزيز ناصر (1952 - 2016) يأتي معه ذكر الشاعر الغنائي المبدع “ مرزوق بشير “ هذا الإنسان الذي خلد لنا أجمل الأغاني الوطنية والعاطفية في مسيرة الأغنية القطرية حيث كانت الانطلاقة الأولى لبدايات انتشارها في حقبة السبعينيات على وجه الخصوص وحينها لم تكن للأغنية أي شهرة على الصعيدين المحلي والخارجي.. وعندها كانت الأغنية السعودية والكويتية الأكثر انتشارا في الخليج. جاء مرزوق بشير ليؤكد للجميع بأن الأغنية القطرية حاضرة ومؤثرة بكل قوة ولا يمكن استثناؤها من الأغنية الخليجية لأن دول المنطقة تحمل ثقافة واحدة ودينا واحدا وقيما وعادات وأعرافا متشابهة لا تختلف عن هذا المجتمع الواحد وخاصة في فترة ذيوع الأغنية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي على وجه الخصوص. (2) جاء شاعرنا الجميل مرزوق بشير ليبدع في كتابة الأغنية الشعبية القطرية القريبة إلى اسماعنا بأسلوب ميسر ورومانسي ومنها وصلت إلى قلوب الناس فأحبّوها بفضل إنتاجه الغزيز في تلك الفترة وعبر تعاونه بشكل متميز مع الموسيقار عبدالعزيز ناصر الذي ترجم أحاسيسه الصادقة إلى ألحان رائعة كنا وما زلنا نرددها حتى اليوم فنجحت ودخلت القلوب دون استئذان. كوّن مرزوق بشير وعبدالعزيز ناصر دعما ثنائيا بارزا للأغنية القطرية وهو ما أتاح لهما الالتقاء بشكل يومي في القاهرة فكتب هناك مجمل أغانيه الوطنية والعاطفية وصاغها عبدالعزيز لحنا بأسلوب غير مسبوق في مسيرة الأغنية الأمر الذي جعل من مرزوق بشير يزيد من إنتاجه بشكل ملموس فلاقت مجمل أغانيه رواجا منتشرا بشكل كبير. (3) قدم مرزوق بشير للأغنية القطرية مجموعة من الاعمال الجميلة في زمن الطيبين ما زالت تلقى حب الناس.. ومن يستمع إليها منذ خمسة عقود يجدها غدت خالدة في اذهان جمهورها حتى اليوم. وبالرغم من شاعرية مرزوق بشير وإسهاماته الرقيقة في كتابة الاشعار إلا انه يقول عن نفسه: “ أنا كاتب أغنية ولست شاعرا “ مبينا الفارق بين الشاعر وكاتب الأغنية كما جاء على لسانه في أحد اللقاءات الإذاعية في وقت سابق. والدكتور مرزوق من رموز الإعلام والثقافة والأدب في قطر والخليج وله دوره البارز والمهم - كما تروي سيرته الذاتية - في الارتقاء بالثقافة على مدى سنوات طويلة.. وما زال يعطي بكفاءته المعهودة والمتأصّلة. وتشير كذلك مسيرته الإبداعية إلى كتابته للأعمال المسرحية والدرامية لإذاعة وتلفزيون قطر بجانب كتابة نصوص المقدمات الفنية للمسلسلات مع كتابته للعمود الصحفي في الصحف والمجلات القطرية مثل مجلة الدوحة الثقافية وغيرها.. وقد تولى بعض الأعباء الإدارية والصحفية في الإعلام والثقافة والتخطيط داخل قطر وكذلك بعض اللجان والجوائز في الخارج على الصعيدين الخليجي والعربي. (4) من أشهر الأعمال الغنائية لمرزوق بشير نذكر منها: - عيشي يا قطر - أنا من قطر - عندي أمل - إحصيّة على إحصيّة - أصدّر للورق همّي - قصّوك يا السّدرة - أريد واتمنّى الفرح - جيتك يا قطر - تصوّر لو - ديرتي قطر - قطر يهون علي الفراق - محتار يا بلادي شا أغني لك - لين يطرى علي لوّل.. وغيرها كثير. وغنى له العديد من الفنانين القطريين والخليجيين مثل: - فرج عبدالكريم (رحمه الله) - علي عبدالستار - محمد جولوه المهندي - محمد الساعي (رحمه الله) - جمال محمد - إبراهيم حبيب - عتاب (رحمها الله) - أحمد الجميري - مائدة نزهت (رحمها الله).. وغيرهم. (5) وما نتمناه من كاتبنا القدير مرزوق بشير أن يكون أول من يتصدى لتجربة توثيق مسيرة الأغنية القطرية في دراسة جادة ورصينة تشمل تاريخها وروّادها وأبرز الأسماء في مشوارها من مطربين وموسيقيين وشعراء وطاقمها الموسيقي.. وهو قادر على ذلك لأنه عاصرها ويعرف خباياها التي تمتد لأكثر من ثمانية عقود تقريبا. كما نتمنى أن يقوم ايضا بإعداد دراسة مستقلة وتحليلية عن الموسيقار عبدالعزيز ناصر لأنه الأكثر التصاقا به طوال مشوار حياته الموسيقية سواء مع فرقة الاضواء التي تأسست عام 1966 م أو من خلال تواجدهما معا في القاهرة أثناء الفترة الدراسية. (6) كلمة أخيرة: الإعلامي والكاتب مرزوق بشير لا يستحق منا هذه الاسطر القليلة في تناول مسيرته وحياته الأدبية الموجزة بل يستحق وقفة مستقبلية - بإذن الله تعالى - تتناول أعماله في مجالالت أخرى برع فيها مثل الدراما والنقد المسرحي والكتابة الصحفية على سبيل المثال لا الحصر.. مع التركيز على التحديات التي واجهها في حياته وكيف تجاوزها.. وللعلم هو حاصل على درجة الدكتوراة في الإعلام التربوي من الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1988 م.. وحاصل على درجة البكالوريوس من مصر في أواخر السبعينيات.. وقد تم تكريمه في عام 2020 م.. بل هو يستحق جائزة الدولة التقديرية بجدارة. [email protected]