11 سبتمبر 2025
تسجيلالمشاعر كلمة جميلة على النفس حين تأتي عليها، وقيمة إنسانية لها مساحاتها في حركة الحياة، وهي لا تنفصل أبداً عن الحياة بما فيها من عوارض وحوادث الزمان. وأجمل وأروع واحة مشاعر هي المشاعر التي جاءت أحداثها في سيرة خاتم الأنبياء والمرسلين الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، فقلّب صفحات سيرته بمواقفها وأحداثها، وكذلك صفحات صُنّاع الحياة فستجد واحة جميلة من المشاعر الصادقة، والمواقف الحافلة بها، التي تخرج من غير تكلف ولا تصنّع، فمن هذه المشاعر التي تحملها لنا المواقف في سيرته، وما فيها من المعاني والقيم والدروس العملية في واحة المشاعر:- * «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل: ما بالُ فلانٍ يقول؟ ولكن يقول: (ما بالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا». درس واضح وعملي في مراعاة المشاعر يستحق أن نقف عنده. * كلمات أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها حين قالتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن رجع من غار حراء «كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق». أليست هذه مشاعر صادقة بثتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه القلب الكبير الحي من قلب مليء بالمشاعر، وما أجملها من مشاعر وما أصدقها أم المؤمنين رضي الله عنها!. * «مرحبًا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه ـ أو عن شماله ـ ثم سارَّها (أسرَّ لها بكلام) فبكت بكاءً شديدًا، فلما رأى جزَعَها سارَّها الثانية فضحكتْ». لو تأتي على كلمات هذا الموقف فإنك تجد فيه واحة من المشاعر الحية المتدفقة من أبٍ صلى الله عليه وسلم إلى أعز ابنة في العالمين إنها فاطمة رضي الله عنها وأرضاها. * جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بينى وبينه شيء فغاضبني فخرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه: انظر أين هو. فجاء فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يمسح التراب عنه، يقول «قم أبا تراب، قم أبا تراب». يا الله ما أروع وألطف هذا الموقف وما فيه من المشاهد الحية النابضة بالمشاعر مع ابنته رضي الله عنها ومع ابن عمه رضي الله عنه!. ماذا لو قرأنا هذا الموقف قراءة صحيحة عملية باتزان، لما وجدنا مشكلات تعترينا في مساحات الحياة أو تكبير دائرة هذه المساحة من الفوضى مع القريب والبعيد، بل ستظلنا واحة المشاعر بفصولها ومشاهدها المبهجة. «ومضة» «يا جبريل، اذهب إلى محمدٍ، فقل: إنا سنُرْضيكَ في أمتكَ ولا نسُوءُك». كلمات تحرك مشاعرك وتزيدك في واحة المشاعر الراحة والأنس!.