بيان القاهرة بين "شجاعة عنتر " و"الثور الأبتر"

العالم كان يتوقع أن يصدر منهم ما يحفظ ماء الوجه فتحدثوا بـ "كلام مأخوذ خيره"البيان يمثل صدمة للعرب لأن الحصار بدأ بمؤامرة وانتهى بخروج كل وزير صفر اليدين يفشل الوزير كما يفشل أي إنسان.. وهذه حقيقة لا يمكن الاختلاف عليها.. فالشخص الفطن والمتحدث أمام الكاميرا هو من يجيد لغة الحديث بجرأة وشجاعة بعيداً عن التلعثم أو الارتباك.. ووزراء خارجية دول الحصار الأربع تحدثوا بلغة هشة ومهزومة من الداخل، لأنهم فرضوا الحصار على قطر وهم يعلمون أنهم كانوا يجيدون "نظرية المؤامرة" بامتياز رغم فشل الحصار ومخططاتهم الدنيئة والقذرة.عندما يتحدث وزراء خارجية دول الحصار في بيان ينتظر المجتمع الدولي منه كلمة تعبر عن الواقع لأزمة الحصار على قطر، فإن المأمول كان أكبر مما قيل.. فجاء البيان باهتاً وهزيلاً وكما يقولون "خرجوا من المولد بلا حمص".. حيث تحدث كل وزير من الدول المتآمرة بكلام تمت كتابته وحفظه لإلقائه أمام الناس.. فسقط الوزراء الأربعة أمام عدسة الكاميرا وانكشفت لعبتهم وكبخاهم المغشوشة التي انطلقت من العاشر من شهر رمضان الماضي.. واتضح أنهم يكيدون لجيرانهم بنوايا خبيثة.. فانقلب السحر على الساحر.. وسبحان من يمهل ولا يهمل!وهذه المهزلة التي تعودنا عليها في السابق هي سمة من سمات المؤتمرات الصحفية.. وتذكرنا بمؤتمرات وبيانات الجامعة العربية المملة والمكررة التي اعتادت المجتمعات العربية على سماعها خلال النصف قرن الماضي وما زالت تردد بتلك اللكنة المعوجة وغير اللائقة التي تؤكد حقيقة مهمة مفادها أن أغلب الوزراء العرب يأتون إلى الاجتماعات ليفضفضوا ما بداخلهم ويعبروا عن خواطرهم بالكلام الفاضي ليضحك عليهم المجتمع الدولي وتسخر منهم شعوبهم.والسبب في ذلك أنهم ما زالوا يعيشون في خطاباتهم نبرة حقبة الستينيات والسبعينيات عندما كانوا يطلقون تصريحاتهم النارية عبر الإذاعة والتلفزيون وهم لا يمتلكون مفتاح العريش كما يقال التعبير الشعبي الساخر!!.** والمؤسف حقاً:أن دول الخليج التي حاصرت قطر بمؤامرة مفتعلة منذ قرابة الشهر والمكونة من دول ثلاث لا رابع لها.. أن الغريب في الأمر يكمن في الدولة الرابعة التي حشرت نفسها مع دول الخليج.. ويقال إن رئيسها قد سألوه عن السبب فأجاب وهو يرتدي الغترة والعقال: "انا خليجي يا جماعة انتو مش شايفين الغترة والعقال والبدلة والكرفتة".. وبالطبع وردت هذه الإجابة عبر بعض شبكات التواصل الاجتماعي قبل أيام، وقيلت من باب المطنزة "اي السخرية" وموجهة إلى الرئيس الذي ما زال يبحث عن الأرز.وقد علق بعضهم متحفظا على هذه الدعابة قائلا:"ما كان ينبغي إطلاق هذه السخرية.. ولكن حسنا فعلوا".** ولهذا:جاءت أغرب التعليقات ساخرة من بيان القاهرة وتناقلتها كل الناس في الخليج، فغرقوا في الضحك من طريقة تحدث الوزراء المخجلة وثقافتهم السطحية الممزوجة بالتعلثم في الكلام، حيث لم يكن الواحد منهم يجيد الحديث بطلاقة في تلك الليلة الموعودة عبر الحديث عن الإرهاب بأبشع صوره وكأن دولهم لا تتعامل مع الإرهاب وتغذي الإرهابيين بالمليارات من الدولارات في شتى دول العالم منذ عقود وحتى الآن.. فلا تضحكوا أيها الوزراء على العالم بكلامكم الفاضي والعبارات المعلبة.. والله عيب!!.بل إن الكثير ربط ذلك البيان وتلك التصريحات الساذجة بمسرحية "عادل امام" الشهيرة "شاهد ما شافش حاجة"!!!.. وهو خير تعبير عن فحوى ذلك البيان المهزوز والمبتور.** إنهم يبيعون الوهم:أما أطرف تعليق قرأته.. فأطلقه أحد المغردين من أبناء إحدى دول الحصار عندما قال:"ومن الغباء ما قتل.. والله فشلتونا.. ليتكم سكتم لأنكم بصراحة ما تصلحون للوزارة اللي يلكم.. ومنصب وزير يخب عليكم" اي لا تستحقونه!!.بينما علق آخر:"وزراء من نوع مختلف من بين وزراء كل دول العالم... إنهم يبيعون الوهم"!!.وقال "مغرد مقهور":أحد الوزراء في المؤتمر الصحفي يستحق أن نطلق عليه لقب "الثور الأبتر".** كلمة أخيرة:وزراء خارجية الحصار قدموا لنا مسرحية هزيلة تتفق مع قول المثل الشعبي القطري والخليجي الأصيل الذي يقول: "عامل نفسه عنتر وهو ثور أبتر " ويقال في البلهاء من الناس ومن يتحدث فلا تعرف ماذا يريد أو إلى أين يتجه أو يسير.. كما يضرب في الأغبياء من طبقة المجتمع.