02 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إذا ما سلّمنا جدلا بأن وقائع التاريخ أهم مصادر المعرفة، ظهر جليا أن المزاعم الصهيونية اليهودية، أو اليهود الصهاينة، والمحافظين الجدد من المسيحية المتصهينة، بأن مكان، أو موقع هيكل سيدنا سليمان في ذات المكان الذي فيه المسجد الأقصى، فإن هذا الزعم لا يمتّ للحقيقة التاريخية بصلة، فكيف يمكن لرب الخلق أن يبني مسجدا منذ الأزل، ويأتي أقوام آخرون ليبنوا "هيكل" لسليمان النبي، بني للعبادة والتوحيد بعد ذلك بزمن لا يمكن للعقل البشري احتسابه، فكيف يكون إذن الإدراك العقلي لهذه المسألة؟وفي هذا الصدد نعيد إلى الذاكرة الإنسانية قصة الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، وهو بضيافة البطريرك صفرونيوس بالقدس عندما حان موعد الصلاة فطلب منه الأخير أداءها في المكان الذي كانا مجتمعين فيه، أي في ساحة كنيسة القيامة، وهي ثاني أقدم مكان مقدّس لدى المسيحيين، فرفض الخليفة وقال: "أخشى أن يأتي يوم يبني المسلمون في هذا المكان مسجدا"، فهو يدرك أن قد تحصل مستقبلا خلافات بين المسلمين والمسيحيين على ملكية المكان.واستنادا إلى هذه الحقائق الدينية، وبضوء الحال التاريخي، وما آلت إليه حركة الأحداث، لا يخفى على الباحث في التاريخ القديم وتواصله مع وقائع التاريخ المعاصر، من مكتشفات أثرية تتوافق مع اعترافات العديد من مفسري التاريخ بتراتبية الأحداث والوقائع، أن اليهود الصهاينة استغلوا مفهوم اليهودية للمكان والزمان فتحالفوا مع مصالح الاستعمار السياسية وصولا إلى فلسطين وسرقة أرضها بالاستيطان والتهويد. لم تتوقف المخططات الصهيونية للاستيلاء على المسجد الأقصى، ففي 30 يناير 1976 أقرت إحدى المحاكم الصهيونية حق اليهود في الصلاة في ساحات المسجد الأقصى في أي وقت يشاءون من النهار، وفي الأول من مايو 1980 اكتشفت محاولة لتدمير الأقصى عندما وجد بالقرب منه أكثر من ألف كيلو من مادة (تي.إن.تي)، وفي أبريل 1982 اقتحم جندي يهودي اسمه آلان غودمان المسجد الأقصى، وأطلق النار على حراس البوابة الرئيسية.وتكررت محاولات نسف المسجد الأقصى في يناير، وديسمبر 1984، وفي 17 أكتوبر 1989 قامت جماعة ما يسمّى أمناء جبل الهيكل اليهودية بوضع حجر الأساس لبناء الهيكل المزعوم قرب أحد مداخل مدخل المسجد الأقصى. هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الخرافي هو الهدف الأساس لليهود الصهاينة، يقول تيودور هيرتزل، مؤسس المنظمة الصهيونية العالمية،"إذا حصلنا على مدينة القدس، وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي عمل، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها،"، وسوف أحرق جميع الآثار التي مرت عليها قرون"، وهذا يعني بكل بساطة حرق وتدمير كل المعالم الإسلامية والمسيحية، بما فيها المسجد الأقصى المبارك، ويؤكد هذا الأمر ما قاله المؤسس الفعلي للكيان الصهيوني وأول رئيس وزراء له ديفيد بن غوريون فيقول "إنه لا معنى لإسرائيل دون أورشاليم، ولا معنى لأورشاليم دون الهيكل".وهكذا منذ احتلال مدينة القدس سنة 1967 بدأ الاحتلال الصهيوني في مخططه الإجرامي ضد المسجد الأقصى المبارك وكان من أبرز الاعتداءات عملية إحراق المسجد الأقصى في العام 1969 وأتت النيران على أثاث المسجد وجدرانه، كما احترق منبره العظيم الذي بناه نور الدين زنكي، ووضعه صلاح الدين الأيوبي فيه بعد تحرير الأقصى من الصليبيين سنة 1187م... يتبع.