16 سبتمبر 2025
تسجيلللقلم قيمة ولكن هناك من لا يعرف قيمة القلم، لأن القلم في يد الجاهل يختلف شكلاً ومضموناً عن القلم في يد المفكر وصاحب الرؤية. هل يمكن أن نقول إن القلم الذي صاغ به المتنبي الشاعر العظيم مواز ومساو للقلم الذي يكتب به "مفلي القمل – أو حارس الصيبان!!". لا يمكن بأي حال أن نقول إن إبداعات ارنست همنجواي وماركيز مثلاً مثل كتابات ومداخلات "حسن الكفة!!" الأمر جد مختلف، من هنا يمكن القول إن تعدد الأقلام عائد إلى الفكر والثقافة وحتى البيئة. والمجتمع ودور الأسرة. والعلاقات مع الآخر. (1) أقلام خلقت من خلال الفكر والثقافة وشائج عدة. منذ أقدم العصور. إن نتاج اسخيلوس وسوفكليس ولوربيدس وسنيكا مع ميناندر بالإضافة إلى إبداعات الإغريقي الآخر ارستوفان تقدم حتى هذه اللحظة فوق خشبات المسرح في جل العواصم. بل ان شخصية أوديب. محور الدراسات في الأدب وعلم النفس وغيرها من العلوم. ناهيك عن هؤلاء. إن إبداعات جل الشعراء العرب في كل العصور منذ العصر الأموي – العباسي وصولاً إلى القرن الواحد بعد العشرين حفظت في بطون الكتب عبر التدوين. وهذا ما خلق تواصلاً مع الإبداع العالمي. مثل الملاحم – المها ماراتا، الدامايانا – الشاهناما. سواء في أدب الهند أو الفرس أو إبداعات بن جونسون، وشكسبير وموليير وصولاً إلى إبداعات زيد وعبيد في عصرنا الحالي. هذه الأقلام الشريفة لعبت دوراً مؤثراً في تغذية الذاكرة في العالم بأسره. وهذا لا يعني أن الغث لم يظهر طوال حقب التاريخ. أقول نعم. ولكن ما ينفع الناس قد بقي في ذاكرة الإنسان. مثلاً كتاب الأمير – لميكيافيللي أصبح دستور جل الطغاة من حكام العالم. حتى أن بعض القادة كانوا ينامون وهذه التحفة تحتل مكانها تحت أسرة نومهم إن لم يكن تحت مخداتهم. القلم – المعجزة الكونية – في الرسم والتخطيط والتنفيذ أو كما قال أخي غانم السليطي في نصه الرائع المتراشقون. إن نقطة هنا أو هناك تغير مصير الإنسان. أو أن حرفاً واحداً تحرك مصير الإنسان هذا الإنسان الأضعف. والقوي دائماً بقلمه. إن كلمة (العفو) مثلاً من قلم قاضٍ يمنح الحياة والبراءة لإنسان ما. وكلمة (إعدام) تنهي حياة الإنسان. من هنا نجد أن السيطرة دائماً وفي كل الأمور. للقلم. والمؤسف ألا يعرف البعض قيمة القلم. أو يتهاون مع العلم. في إطار التعامل. ومع أن هذا الحديث حديث طويل وشائك ولكن ماذا أقول. وقد دفعني الفضول إلى خوض غمار هذا الأمر عبر قرائي لبعض المقالات التي تسود صفحات جرائدنا.. وللحديث بقية.