13 سبتمبر 2025
تسجيلتحدثنا عن المكسب الثانوي والتدمير الذاتي الذي يعرقل حياتنا دون وعي منا ونتمسك فيه لأسباب خفية، وأنه علينا أن نسأل أنفسنا إذا شفيت من الألم القديم، ما الذي سيتغير في حياتى وأنا لا أريد تغيره؟ فقد يكون الجواب أنه لم يعد بإمكانك إلقاء اللوم وتحميل الآخرين مسؤولية ألمك بعد الآن، في كثير من الحالات هناك خوف شديد مبطن مثل الخوف من الفشل أو الهجر أو الخوف من الرفض والنجاح، فتجنب الإحساس بالخوف هو الجانب المخفي لأعراض الصدمة، فمن الضروري حل هذه الميزة والفائدة قبل معالجة الصدمة وإلا لن يكون هناك جدوى من العلاج وسيكون غير ناجح، لأن المكسب الثانوي يخفق من عملية الشفاء ويتسبب في عودة المشكلة من جديد. مثال للتدمير الذاتي واكتشافه في جلسات معالجة بالتشريح الميتافيزيقي قصة سيدة في الأربعينات من العمر كانت ناجحة ومتميزة جداً في مجال عملها ولكن مع زواجها وإنجابها للأطفال بدأت في التراجع ولم تعد تعمل بنفس الكفاءة السابقة ونفس الحماس والدافعية، ومع الجلسات اتضح أنه لديها تدمير ذاتى ومرتبط بعقلها اللاواعي أنه أي نجاح لها سوف يعقبه تقصير اتجاه أبنائها، وأنها شهدت تجربة أمها سابقاً حيث كانت ناجحة ومتميزة في عملها ولكنها أهملت بيتها وأطفالها على حساب عملها، فارتبط لدى هذه السيدة النجاح في العمل مقابل الفشل الأسري، مما أدى إلى سلوكيات غير واعية منها وبدون قصد مثل كثيرة الغياب في العمل والاعتذار عن تولي مسؤولية مشاريع جديدة وغيرها من سلوكيات التدمير الذاتي. وأيضا مثال طالبة جامعة تمت معالجتها بإحدى تقنيات التشريح الميتافيزيقي اتضح أنه لديها تدمير ذاتى للنجاح بالرغم من أنها متفوقة وتحصل على درجات عالية في المقررات، فاتخذت التدمير الذاتى من خلال حصولها على درجات متدنية لأنه لديها في عقلها اللاواعي وجهة نظر اتجاه التفوق والنجاح يصاحبه الغرور وأن الشخص الناجح يتصف بالغرور ويبعد الناس من حوله، وهي تريد أن تكون متواضعة ومحبوبة بين زميلاتها وأهلها وألا تكون متكبرة عليهم وحتى لا تشعر بمشاعر النبذ والرفض. خاطرة،،، يمكن في بعض الأحيان أن ترتبط هويتك بقوة صدمتك، بحيث يصبح الألم جائزة قصة حياتك، فلو لم يكن هناك مكسب ثانوي، فلن يكون هناك مشكلة لتحلها. [email protected]