12 سبتمبر 2025

تسجيل

نتيجة الانتخابات..تحذير لحزب العدالة والتنمية

10 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أجريت الانتخابات المتوقعة في تركيا وكانت النتائج مفاجئة للجميع، حتى أحزاب المعارضة، لم تكن تتوقع سقوط حزب العدالة والتنمية من السلطة. فيما يواجه حزب العدالة والتنمية صدمة عارمة، وبالنتيجة، أفرزت صناديق الانتخابات وضعًا سياسيًا لا يمكن أيًّا من الأحزاب تشكيل حكومة في البلاد بمفرده، لقد وجه الناخب التركي للجميع رسائل مفاجئة للغاية.تحذير لحزب العدالة والتنميةلقد فقد حزب العدالة والتنمية حوالي 10٪ من الأصوات الانتخابية، مقارنةً مع الانتخابات السابقة، كما أن عدم حصوله على عددٍ كافٍ من النواب في البرلمان، يعني أنه خسر الأغلبية المطلقة وبالتالي السلطة في تركيا. تعتبر هذه الخسارة هي الأولى أمام المعارضة في تاريخ الحزب السياسي، كما أن الخسارة تلك، ستجبره على بناء تحالف سياسي مع أحد أحزاب المعارضة، وهو ما كان محط انتقاد دائم من قبل العدالة والتنمية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن عملية "تحقيق السلام الداخلي" (حل المشكلة الكردية)، تعد من أهم الأسباب التي أسهمت في انخفاض أصوات حزب العدالة والتنمية. لقد رأيت صورة مثيرة للدهشة في زيارتي لعدة مدن تركية خلال الانتخابات، حيث إن أصوات القوميين الأتراك، التي طالما دعمت حزب العدالة والتنمية، قد انسحبت وباتت تصوت لصالح حزب الحركة القومية، ردًا على الخطوات التي قام بها العدالة والتنمية على صعيد حل المشكلة الكردية.وفي المقابل، فإن الناخبين الأكراد أيضًا قاموا بالتصويت لصالح حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يعتبر نفسه ممثلًا للأكراد في تركيا، متهمين العدالة والتنمية بعدم اتخاذ خطواتٍ كافية على طريق حل المشكلة الكردية، وهكذا، فإن الحزب خسر أصوات القوميين الأتراك والأكراد، في الوقت الذي حاول فيه حل المشكلة الكردية، ما يعكس فشلًا سياسيًا للحزب.يرى البعض أن المواقف المتغطرسة لبعض قادة الحزب، واستغلال المعارضة لما يسمى بملف الفساد وقيامها بحملة دعائية في هذا السياق، تعد من أهم الأسباب التي أدت لخسارة العدالة والتنمية الأصوات الانتخابية، وإذا أضفنا حالة الخمول الشديد والارتباك التي أصابت الحزب في الفترة الماضية، فإننا نستطيع القول إن النتائج التي حصل عليها الحزب في هذه الانتخابات كانت مرتفعة نوعًا ما. أفرزت الانتخابات البرلمانية في تركيا، حصول حزب العدالة والتنمية على 41٪ من الأصوات الانتخابية، ما يعني حصوله على 255 نائبًا في البرلمان. ومع أنه تصدر قائمة الأحزاب الفائزة في الانتخابات، إلا أنه لن يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده، لأنه لم يتجاوز العتبة التي تخوله ذلك، وهي الحصول على 275 مقعدًا نيابيًا في البرلمان، وعليه، فإن الناخب التركي لم يحذف حزب العدالة والتنمية تمامًا من قائمة الأحزاب التي يكنُّ لها التعاطف، إلا أنه وجه للحزب تحذيرًا خطيرًا للغاية، مع تركه باب العودة للسلطة مفتوحًا أمام العدالة والتنمية. الأكراد.. نجمة الانتخاباتفي الواقع، إن حزب الشعوب الديمقراطي الذي يتبع سياسات تستند إلى الناخبين الأكراد والهويّة العرقية الكردية، تمكن من الحصول على 13٪ من الأصوات الانتخابية، وفاز بـ 80 مقعدًا تحت قبة البرلمان. وهنا نستطيع القول إن الشعوب الديمقراطي، كان الفائز الأكبر في هذه الانتخابات، لأنه تمكن من الحصول على جميع الأصوات الانتخابية الموجودة في الكتلة التي يتوجه بخطابه إليها، إضافة إلى أصوات شريحة واسعة من اليسار التركي والعلويين الأتراك، الذين كانوا يدلون بأصواتهم في الانتخابات السابقة لصالح حزب الشعب الجمهوري. لقد سعى حزب الشعوب الديمقراطي من أجل تحقيق ذلك، عبر تضمين مرشحي حزبه إلى الانتخابات البرلمانية، بمرشحين من اليسار التركي والعلويين الأتراك لاستقطابهم، كما تمكن الحزب من استقطاب أصوات نحو 6٪ من الناخبين الذين كانوا يصوتون لصالح العدالة والتنمية، لذا فإننا نستطيع القول إن صلاح الدين دميرطاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، تمكن من أن يصبح أحد أهم العناصر الفاعلة وأحد نجوم السياسة التركية.حزب المعارضة الرئيسية يخسر أصواتًا انتخابية عادة ما يحرز حزب المعارضة الرئيسية تقدمًا ملحوظًا في الانتخابات، أمام تراجع الحزب الحاكم، إلا أن ذلك لم يحدث في تركيا، حيث لم يتمكن حزب الشعب الجمهوري الذي ينتهج سياسات اشتراكية ديمقراطية يسارية، من زيادة عدد أصواته الانتخابية، التي بلغت 25.3٪، وحصل بالتالي على 132 مقعدًا نيابيًا تحت قبة البرلمان، لا يزال حزب الشعب الجمهوري حزب المعارضة الرئيسية في تركيا، إلا أنه خسر جزءًا لا يستهان به من أصواته الانتخابية لصالح حزب الشعوب الديمقراطي. لم يتمكن حزب الحركة القومية من تحقيق قفزة نوعية كبيرة في هذه الانتخابات، حيث حصل على 16.5٪ من أصوات الشارع التركي، وبالتالي حصل على 82 مقعدًا في البرلمان. أوقات صعبة تلوح في الأفق ولا مفر من حكومة ائتلافيةبات من الواضح، أن الحكومة المزمع تشكيلها في تركيا، ستكون حكومة ائتلافية، أي أنها لن تتمتع بالقوّة السياسية، كما أن المشهد السياسي التركي يظهر أن الأيام القادمة لن تكون أيّامًا ورديّة، وأن انتخابات مبكرة قد بدأت تلوح في أفق السياسة التركية. وهنا أود الإشارة إلى مسألة هامة أخرى، هي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيكون في الأيام المقبلة هدفًا لانتقادات شتّى، عقب التراجع الذي سجله العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية.