13 سبتمبر 2025

تسجيل

هذه أوّليّات عمر رضي الله عنه.. فما هي أوّليّاتكم؟ "6 — 6"

10 يونيو 2012

العيش مع سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لهو الخير الكثير، ففيها الدروس والعبر والسير الصحيح، وكما قالت أم المؤمنين عائشة بنت الصدّيق رضي الله عنهما "إذا ذكرتم عمر طاب المجلس" إنه رجل المسؤوليات، ورجل تحمل المسؤولية، ورجل الفطنة وبعد النظر، ورجل الصلاح والإصلاح، ورجل الفتح الإسلامي، ورجل القيادة، ورجل الثقة والمحبة المتبادلة يضعها في مكانها يعرف أهميتها وقيمتها، ورجل المبادرات، ورجل النزاهة والشفافية والأمانة النادرة، ورجل التنظيم المؤسسي للدولة، ورجل الخطط، ورجل الحرص على المصلحة العامة، ورجل القوة في الحق، والرجل المتفرغ الكامل لواجباته، ورجل المعايشة مع جميع فئات المجتمع، ورجل لا تغيره المناصب، ورجل لا يغيره المال، ورجل المبادئ والثوابت، ورجل الأخلاق والقيم، ورجل الشورى وإحسان فن الاستشارة، ورجل المواقف، ورجل التاريخ، وغيرها الكثير والكثير، فرضي الله عنه وأرضاه تربى وعاش ونهل من معين خير البشر صلى الله عليه وسلم. ونختم بأوّليّاته، فمن أوّليّاته السياسية في العقوبات والدّيات: فهو "أول من قتل الجماعة بالواحد، وأول من أهدر دم المعتدي على الأعراض، وأول من أوقف يد السارق بسبب المجاعة، وأول من ضرب في الخمر ثمانين، وأول من جلد من شُمت رائحة الخمر من فمه وغرب في الخمر، وأول من حرق محلات الخمر، وأول من جلد حد القذف بالتعريض، وأول من أمر بقتل السحرة، وأول من عزر شاهد الزور، وأول من جلد من زور ختم الرسمي للدولة، وأول من عاقب على اللحن، وأول من حكم بأكثر من دية في ضربة واحدة، وأول من جمع بين الدية والقسامة، وأول من ضمن الدية من تسبب بالموت بإفزاع أو منع ماء، وأول من جعل الدية الواجبة على العاقلة في ثلاث سنين تخصم من أعطياتهم، وأول من جعل في الكسور الدية وأوقف القود، وأول من حدد دية المجوسي، وأول من قضى في إفضاء المرأة بثلث ديتها". فهذه أوّليّات وإنجازات وحسنات عمر رضي الله عنه وهي كثيرة قدمها للأمة والمجتمع والمنظومة الدولية، فأين أوّليّاتكم أنتم للأمة والمجتمع، أم أنها مظاهر وفقاقيع إعلامية وفضائية — إلاّ ما رحم الله — ومن أراد المزيد والتفصيل فليرجع إلى كتاب "أوّليّات الفاروق السياسية" غالب عبدالكافي القرشي. ففيه الخير الكثير والوقوف على جوانب أخرى من حياة عمر رضي الله عنه. "ومضة" صدقت يا أم المؤمنين رضي الله عنك، نعم تطيب المجالس بصحبة وذكر سيرة ومناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، أبى من أبى وسخط من سخط وتململ من تململ وتطاول من تطاول وأصوات النشاز لا تُعطى اهتماما ولا يُلقى لها بال، سيبقى أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وجميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلاما وقمما شامخة وقدوات وهداة للأمة بل وللعالم في جميع نواحي الحياة ومجالاتها.