11 سبتمبر 2025
تسجيلقال لي صاحبي: قرأت لك مقالة في صحيفة الشرق حملت عنواناً "التعلم عن بُعد صناعة" جاء فيها "إن التعلم عن بُعد لا يصلح لطلابنا بمراحلهم الدراسية المختلفة، ولا يعطي قيماً تربوية تعليمية سوى التعامل مع تقنية ووسيلة تلقينية جامدة فقط"، قلتُ لصاحبي نعم التعلم عن بُعد لا يصلح لطلابنا، فهنا ليس مقام التفلسف والتبريرات التي لا معنى لها، وأؤكد لك هذا الأمر، ولعله واقع لك يا صاحبي، أليس عندك أبناء في مراحل مختلفة دراسية؟! فقال نعم. فردّ عليّ: لماذا التعلم عن بُعد لا يصلح؟ قلتُ له وبدون مقدمات: إن طلابنا فقدوا الكثير من المهارات التعليمية منها (الكتابة والقراءة والتركيز أي الانتباه، وضعف التفاعل الحقيقي بين المعلم والطالب، والحاصل هو تفاعل شكلي، وكذلك غياب الرقابة والمساءلة على المعلم والطالب، وإن وجُدت فهي شكلية وتحصيل حاصل، وهناك سبب آخر وهو أن التعلم عن بُعد لا يصلح للتخصصات العلمية أي المسار العلمي، فقد فقدوا المختبرات والتجارب العلمية، فهي تحتاج إلى تطبيق عملي ومشاهدة على أرض الواقع. بالله عليك كيف ستكون التجربة عن بُعد؟! وانخفاض دافعية طلابنا نحو التعلم والدراسة، وغياب التفاعل الصفي القائم على السؤال والحوار والمناقشة، والبطء في استجابة الطالب والمعلم على أسئلة الطلاب، أضف إلى ذلك معاناة أولياء الأمور وخاصة الأمهات في ضبط أبنائهم الطلاب على الحضور لمشاهدة البث التعليمي، ومن الأسباب الواضحة على أن التعلم عن بُعد لا يصلح لطلابنا كثرة دروس التقوية في المنازل - حتى أصبحت وكأنها طلبات التوصيل -، حتى من يعمل في مهنة التعليم أتى لأبنائه بمدرسين لمنزله)، وأسباب كثيرة يقولها لك من يُعاني ويكابد بحرقة من هذا الأمر. يقول لي أحد العاملين في الحقل التعليمي (المدرسي) إنه في أحد الأيام ذهب إلى منزله لغرض ما، فوجد ابنته نائمة عند جهازها والبث يعمل، فماذا يعمل؟ وهناك وقائع كثيرة يقصها عليك أولياء الأمور. ثم يأتي من يقول إننا نريد نتائج الدرجات الفعلية التي سيحصل عليها الطلاب في امتحاناتهم، أعتقد ستكون صدمة!. "ومضة" أي مجتمع لا يُحسن صناعة التربية والتعليم، لا يُحسن الصناعات الأخرى ولو تجمل بها!. وصناعته لا تأتي بالقرارات العشوائية وإصدار التعليمات والأوامر. فلنصنع واقعاً تربوياً تعليمياً يُبهج ويبني مجتمعاً حياً يُحسن مواجهة التحديات والعوارض يديرها بقوة واقتدار حاضراً ومستقبلاً، فرؤية 2030 تنتظرنا. قال الله تعالى (نۤ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا یَسۡطُرُونَ) وقال سبحانه (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) ومن يُدرك معاني هذه الآيات الكريمة ويفهمها حق الفهم يعرف كيف يحسن صناعة المنظومة التربوية التعليمية وغيرها!. [email protected]