15 سبتمبر 2025

تسجيل

تساؤلات مشروعة حول الفسَاد

10 مايو 2021

عندما نخوض الغمار في التعريف بمصطلح “الفساد“ فإن أول ما يظهر أمامنا مصطلح اخر يعاكسه تماما وهو “النزاهة“. فمتى كان المجتمع ينشد الشفافية والمصارحة بالارقام والاحداث دون غموض او تزييف والتعريف بحقيقة الاموال واين تذهب وكيف تصرف بعيدا عن السرقة وغسل الاموال التي تنتشر اليوم في كافة دول العالم. فإننا الى طريق النزاهة والشفافية سائرون. ومن حق العامة أن تسأل: ولعل اهم ما يشغل الرأي العام دائما هو معرفة حقيقة المال العام، واعلان الحرب على الفسَاد والفسّاد ومن يؤويهم ويستظل بظلالهم دون امانة ولا ذمة. ومتى كانت السلطة جادة في كشف التجاوزات وتقديم الفسّاد الى العدالة فإن المسؤولية هنا تكون أكبر والاعباء اثقل لأنها مطالبة بالمساواة في كشف جميع هؤلاء الفاسدين دون استثناء. لأنهم ينتشرون داخل المجتمع كالاخطبوط وبتكتيك مدروس دون ان تشعر به هذه السلطة، الا بعد فوات الاوان، الا اذا اعلنت حربها عليهم وكشفت ألاعيبهم منذ الوهلة الاولى. وهذا هو عين الصواب. مقولة لا أنساها: ما زلت اتذكر احد القيادات الادارية التي تقود التحقيق في المال العام حين قال: “كل بلد فيها فلوس لابد ان يكون فيها فساد“. وهذه المقولة صائبة وفي محلها. فكل دول العالم التي تمتلك مليارات الدولارات نسمع فيها عن اختلاسات وسرقات وغسل لأموالها وهذا السلوك الاجرامي من الامور الطبيعية المتعارف عليها بكل تأكيد ما دام “المال السايب يعلم السرقة“ كما يقولون. الغدر بالوطن: والاصعب من كل ذلك كله ان سمعة المفسدين لن ينكشف زيفها الا بعد فضحها على رؤوس الاشهاد وترديد اسمائهم في وسائل الاعلام. تساؤلات مشروعة: وتثار بين الحين والاخر عدة تساؤلات حول الفساد والتلاعب بالمال العام في كل مكان. منها على سبيل المثال لا الحصر: من الفاسد الذي يستحق ان نطلق عليه هذا المصطلح دون غيره؟ وما دوره الذي لعبه حتى اطلقنا عليه ذلك المصطلح؟ ومن الذي مكنه من مزاولة الفساد وشجعه على ذلك؟ وما دور من تعاون معه من خارج الاسوار في تمكنه من استغلال السلطة والنفوذ والوظيفة؟ ولماذا كانت الرقابة غائبة عن امثال هؤلاء الفسّاد دون اي حسيب او رقيب لفترة طويلة؟ وغيرها من التساؤلات المشروعة، وهي كثيرة، والتي تريد منها وقفة مصارحة عند الحديث عن هذه القضية المطروحة للنقاش. كلمة أخيرة: مكافحة الفساد تريد قرارها الشجاع في كشف جميع ملابسات من لم يتفانوا في العمل، واستغلوا الوظيفة لتحقيق مآربهم الشخصية، ولم يعلموا ان “كل ظالم وله يوم“ كما يقول التعبير الشعبي الدارج لأن الله يمهل ولا يهمل. ‏[email protected]