10 سبتمبر 2025
تسجيلياليت قومي يعلمون! أنك عندما تصبح مسؤولاً وتتولى مهمة الإدارة لأول مرة، ستلاحظ حقائق مدهشة تمر بك، وهي أنه ليس جميع الناس في إدارتك سيكونون سعداء بقدومك، فالبعض يعتقدون أنهم أحق منك بهذا المنصب، والبعض الآخر من الحاقدين سيتمنون فشلك، ويسعون لإثبات ذلك. يا ليت قومي يعلمون! لا تصدق عزيزي المسؤول مقولة أنه "عندما يكثر أعداؤك فإن ذلك دليل على نجاحك"، لأن أحيانا كثرة الأعداء دليل على الظلم والقسوة والتسلط، فمقياس النجاح الذهبي ليس بالقوة وخلق العداوات، ولكن بالمحبة والاحترام والتقدير بينك وبين من حولك وزرع الثقة المتبادلة. يا ليت قومي يعلمون! أنك كلما تقدمت في العمر قلَّت علاقاتك بالآخرين، وازددت حرصاً على انتقاء من تريدهم في حياتك، ولكن احرص حينما تكون مسؤولاً على احترام ورضى الجميع، حتى ولو لم يكونوا جديرين بذلك، ولربما يضع القدر في يوماً ما رقبتك بأيديهم، وتتصفى الحسابات الماضية، فاحرص دائماً على علاقات إيجابية جيدة بينك وبينهم. ياليت قومي يعلمون! أنك أيها المسؤول عندما تضيع دقائق من وقت صلاتك في اجتماع أو كتابة تقرير ربع سنوي ويمر الوقت، وتنسى نفسك في زحمة العمل إلى صلاة العصر وأنت لم تصل، فقد فضلت دنياك على آخرتك، ورزق زائل على رزق مستمر، وبعدت علاقتك وصلتك بالله عز وجل، لأن الصلاة هي حلقة الوصل الروحية بين العبد وربه، والتى بها ثقة واطمئنان وخشوع ويقين. يا ليت قومي يعلمون! أنك بعد أن تكون مسؤولاً أو مديراً، إياك والتكبر على من حولك، وأن تظلم وتفتري لتكون الأفضل، ولكي يشار إليك بالبنان بأنك الرجل الحديدي، وقد يكون ذلك على حساب خسارة علاقتك بأسرتك وبيتك وزوجتك وأولادك الذين لا تراهم إلا بالصدفة وأنتم بنفس المنزل. يا ليت قومي يعملون! أن المناصب القيادية لا تدوم مهما اجتهدت وثابرت وحفرت الأرض لكي تبقى، لأن هناك سنة بالحياة، وهي أكبر منك وأكبر من أي مسؤول، بأن لا شيء يدوم بالحياة إلا وجهه سبحانه لقوله تعالى {كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، وأن المناصب العليا مثل كرسي الحلاق الجميع يجلس عليه بوقت معين ولهدف معين، ولكن لا أحد يطول بالمكوث فيه، ولو ركضت ركض الوحوش في البرية سوف لن تنال غير رزقك الذي قسمه الله لك.