12 سبتمبر 2025
تسجيلشرعت فرنسا وانجلترا تثيران الفتن الطائفية من عام 1841م إلى 1860م، بين الأقليات غير المسلمة في لبنان، الهدف هو إنهاك قوة الدولة العثمانية التي أرسلت قوات لإنهاء الفتنة وكذلك إيجاد المبرر للتدخل الفرنسي البريطاني في لبنان تمهيداً لتمزيقه واحتلاله. واحتلت روسيا الافلاق والبغدان وتم اتفاق عثماني روسي بلطه ليمان قرب استانبول عام 1848م، يبقى في الاقليمين جيش عثماني روسي حتى يستقر الوضع.وبهذا المكر أصبح للنصارى وجود عسكري في ديار الإسلام (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) واشتد صراع الدول الأوروبية على تقسيم ولايات الدولة العثمانية تركة الرجل المريض وكانت الدول الأكثر اهتماماً بمصير الدولة العثمانية ومصير أملاكها هي:1 – بريطانيا التي أرادت تأمين مواصلاتها إلى الشرق الأقصى والهند خصوصاً، وتأمين تجارتها معها، سواء عن طريق السويس والبحر الأحمر، أو عن طريق الخليج العربي ونهري دجلة والفرات.2 – روسيا القيصرية التي أرادت أن تجد لها منفذاً من البحر الأسود إلى المياه الدافئة بالبحر المتوسط، وذلك بالاستيلاء على القسطنطينية ومضايق البسفور والدردنيل، والتي أرادت كذلك أن يكون لها النفوذ الأكبر في شبه جزيرة البلقان لتؤسس بها دولة سلافية كبرى.3 – فرنسا التي أخذت على عاتقها من زمن مبكر حماية مصالح رعايا النصارى الكاثوليك في بلاد الشام بصفة عامة والمارونيين على الأخص في لبنان، والتي أرادت رعاية مصالحها في هذه المنطقة، في استعلاء نفوذها في أملاك الدول الأخرى في الساحل الشمالي الإفريقي، وبالتحديد في تونس والجزائر.4 – وفيما عدا الدول الثلاث الرئيسية التي ذكرناها، فإن دولاً أخرى مثل النمسا وبروسيا، اهتمت بمصير الدولة العثمانية التي بات من المتوقع هلاكها وزوالها فسميت لذلك برجل أوروبا المريض.