19 أكتوبر 2025
تسجيلأعود إلى الموضوع، وإلى رجل الدين الذي صب جام غضبه على مؤسس الحركة الشيخ حسن البنا ومن ثم على الحركة، وهو في اعتقادي لم يكن موفقاً ولا منصفاً، فهل نحن أمة لا نعرف الموضوعية؟ أعني عندما نتناول جانباً من الجوانب، كيف رضى ذلك الرجل الذي يعتلي رأسه الرمز الديني أن يلغي من الذاكرة الدور الذي لعبه رجال الإخوان في مقاومة المحتل الإنجليزي وشواهد التاريخ أكثر من أن تذكر، هل قرأ مثلاً وبتمعن تاريخ الإخوان، أشك!!ألم يسمع بالدور السياسي والعقائدي لهم، ألم يسمع مثلاً بمن دفع أحلى سنوات عمره في المعتقلات!! هل قرأ مثلا مذكرات زينب الغزالي أو أي شخصية إخوانية! الإخوان تعرضوا عبر سنوات طوال للتنكيل، وهذا لا يعني أنهم بمفردهم من دفع الثمن، هناك حزب الوفد والتجمع لاحقاً، وإذا كان الوفد حزباً مصرياً، فإن حركة الإخوان حركة عالمية، جذورها في الشرق والغرب، فهل بعد هذا يأتي أحدهم ليلغي تاريخ الحركة بجرة قلم؟ هل نسي ذلك الرجل تضحيات الإخوان في ظل الملكية، الجمهورية، في عصر ناصر والسادات وحتى حسني مبارك.في ذات الإطار، كما أسلفت صب ذلك الرجل جام غضبه، وبعد أن انتهى من حسن البنا، تناول سيرة سيد قطب، لماذا ينبش في ذاكرة التاريخ ولا يستحضر إلا الأموات، أليس للأموات حرمة في الإسلام، إن سيد قطب دفع حياته ثمناً لموقف آمن به، ألم يكن من الأفضل أن يذكر محاسن الأموات؟ وهل سيد قطب صورة من نيرون وكاليجولا وحسن الصباح مثلا لديه، هل قرأ مثلاً الأعمال الأدبية والفكرية والنقدية لسيد قطب ولا أقول في ظلال القرآن الذي فند الشيخ كثيراً مما ورد في الكتاب، ألم يكن سيد قطب ناقداً متميزاً في عصر تميز بوجود طه حسين والمازني والعقاد وعشرات الأسماء، ألم يكن ناقدا ومفكرا ومؤثرا في الحراك الأدبي والفكري، ألم يكن صاحب إنجاز إبداعي شهد له الجميع في تلك المرحلة؟ نعم تحوّل لاحقاً، وطرح أفكاراً وآمن به من آمن ولكن الشيخ لم يناقش إبداعاته، ولكن صب جام غضبه على الإنسان وليس المبدع، كان من المفروض أن يناقش أفكاره ويطرح حججه وأسانيده، وبشكل موضوعي، ولكن أن يلغي بجرة قلم تاريخ الحركة وتاريخ رجالاتها فهذا أمر يشكل إجحافاً من قبل رجل الدين، خاصة وأن الدعوة قد تحولت إلى إطار أممي، أقول.. إن لهذا الحديث جزءاً متمماً من أجل الإنصاف فقط.