30 أكتوبر 2025
تسجيلالتقيت جحا، في سوق واقف وبالطبع الجميع يعرف جحا لأنه الشخصية الفكاهية التي اشتهرت بالفكاهة وروح المرح في الثقافات القديمة، ولكن الشخصية التي التقيت بها ليس النسخة الأصلية بل صديق لي اسمه جحا، وهو مشجع كروي مجنون وإذا سألته من سيفوز بكأس العالم سيرد عليك سريعا بأن كأس آسيا للزعيم السداوي حتى ولو لم يكن السد مشاركا فيها، وفي وجهة نظره السد بطل كل البطولات والعصور ولعل خفة دمه وروحه الفكاهية وراء تقبل الكثير ممن يعرفونه لكل ما يقول، لدرجة أن بعضنا أحيانا يؤكد أن الغرافة سيفوز بكأس الأمير من أجل استفزازه والرد بعبارات فكاهية. فقلت لجحا: وصلنا إلى نهاية الموسم وأصبح كأس الأمير على بعد خطوات من البطل في ليلة لن تنساها الجماهير التي ستحضر النهائي لأن الكأس ستظل لها طعم وبريق حتى الموسم المقبل، رد على كلامي ببلاهة وقال: فعلا كلامك صحيح. قلت له مجددا: السد والغرافة كلاهما ضرب موعدا في نهائي السبت على استاد خليفة الدولي وكلاهما بالفعل يستحق التأهل للنهائي خاصة عيال الذيب الذين قدموا سيمفونية رائعة بقيادة السرحان خلفان وعزف على أوتارها نذير بلحاج وممادو نيانج وعبدالقادر كيتا ليعود الزعيم السداوي إلى سابق عهده من الأداء الممتع والنتائج التي جاءت بثقة كبيرة واقتدار وتأكيد على أن كأس الأمير سيكون من نصيبهم. صحيح أن الجيش كافح ولعب 83 دقيقة بعشرة لاعبين إلا أننا اعتدنا أن تشهد مباريات الكؤوس مفاجآت من العيار الثقيل عندما يفوز الأقل عددا على الفريق المكتمل الصفوف، ولكن السد استغل الفرصة بشكل جيد وحسمها من الشوط الأول بتسجيل هدفين وقطع الطريق على البواسل في العودة للمباراة. خرج جحا من غفوته وقال: لا السد كان لازم يفوز 10 وسوف يفوز على الغرافة بنتيجة كبيرة في النهائي. فقلت: الغرافة، أجهز محاولات ومفاجآت الخريطيات الذين قدموا واحدة من أفضل مبارياتهم وأحرجوا الغرافة صاحب التاريخ والبطولات وشعرت أن الخريطيات لعب المباراة تحت شعار "ليس لديه ما نخسره" وهو ما منحهم القوة لمجاراة فريق بحجم الغرافة، والوصول به إلى ركلات الترجيح وهي ركلات الحظ بالفعل. لا أنكر أنني انحزت بعاطفتي إلى الخريطيات وتمنيت أن يصعد هذا الفريق إلى النهائي مثلما تعاطفت كل جماهير الأندية عندما صعد أم صلال إلى نهائي نفس البطولة وكان أمام الغرافة وفاز بتشجيع الجماهير، ودائما العاطفة تنبع من البحث عن المفاجآت، ولكن الفهود وضعوا حدا لكل المفاجآت وحسموها. بالطبع النهائي يختلف نهائيا عن كل مباريات البطولة ولا يعترف بالحسابات ولا التفوق، ومن تابع قبل النهائي لن يتردد في أن يرشح السد للفوز بالكأس، ولو سألت أي مشجع على الحياد عن توقعاته من خلال رؤيته للمباراتين سيؤكد أن السد يستحق الفوز بالكأس. هل سيفوز السد بالكأس؟!.. هذا السؤال سيجيب عليه لاعبو الغرافة في استاد خليفة بل عليهم أن يدافعوا عن حظوظهم خاصة أن الفهود هذا الموسم خارج الفورمة ولم يقدموا المستوى الذي يرضي جماهيرهم وعليهم أن يثبتوا العكس ويقدموا واحدة من أهم المباريات لهم هذا الموسم. ارتحت كثيرا لأنني تكلمت فترة دون أن يقاطعني صديقي جحا، وإذا بي أسمع أصواتا غريبة ونظرت إليه وإذا به قد راح في سبات عميق، فضحك أصدقائي وطلبت منهم الانسحاب في هدوء حتى لا نزعجه ونتركه نائما حتى موعد النهائي، ولسان حالنا يقول : يا رب يظل نائما إلى ما بعد النهائي حتى لا يصيبنا بالصداع في المدرجات.