11 سبتمبر 2025

تسجيل

الفن الأصيل "2"

10 مايو 2012

كان نجاح التجربة الأولى. دافعاً للجميع. مع الموافقة الكريمة لسعادة الوزير الفنان أن تستمر هذه الاحتفالية سنوياً. نعم. فقد آمن سعادة الوزير بأن الأذن العربية في مسيس الحاجة الآن إلى الاستماع إلى تراث غنائي عربي من كافة أرجاء الوطن العربي. وأن يتم استحضار التراث العربي بأصوات شابة. أصوات قادرة على رسم خريطة جديدة للغناء العربي. ذلك أن الغث قد سيطر على الأذن والآلات العربية لها الحضور. وأعتقد أن العودة بالأذن العربية إلى المسار الصحيح أمر مفروغ منه الآن. ذلك أن مهرجان ملتقى التراث الخليجي وإعادة الاعتبار لآلة (العود) مرة أخرى. هذه الاحتفالية الكبيرة التي أقيمت في دولة الكويت في الفترة من (23-27) أبريل. كانت إطاراً  مكملاً لمهرجان الموسيقى الشرقية في الدوحة. والأجمل مشاركة جيل جديد ينشد التراث والأغاني التي ارتبطت بذاكرة الأجيال. كان اختيار دولة الكويت لإقامة الملتقى وتحديد المحاور أمراً موفقاً. إن آلة العود وما تمثله من مكانة في ذاكرة الإنسان العربي عبر خريطة الوطن العربي أمر معروف. ولعل أجمل المبادرات أن يتم تكريم الفنانين وهم يعيشون بين ظهرانينا. كان تكريم الفنان عبدالحميد السيد وهو فارس من فرسان الأغنية الخليجية والعربية أمراً محموداً. كيف لا. وقد شدت بألحانه أصوات عربية عدة. مثل فايزة أحمد وصولاً إلى عبدالحليم حافظ. في فترة الستينيات من القرن الماضي كانت الأغنية الكويتية تنطلق عبر الإذاعات. وعبر فرسان ساهموا في هذا الإطار. شادي الخليج وعوض الدوخي. سعود الراشد وعبدالحميد السيد. هؤلاء مع بعض رفقاء الدرب قد ساهموا في تغيير نهج الأغنية والخروج من الإطار التقليدي المرتبط بفن الصوت والبستة. وظهر الملحن الذي حمل تبعات المرحلة. حمد الرجيب، أحمد الزنجباري، سعود الراشد، أحمد باقر وغيرهم، ذلك أن بعض الملحنين قد مزج بين الموهبة وصقلها بالدراسة مثل شادي الخليج، عبدالحميد السيد، حامد نعمة، عبدالعزيز ناصر، محمد رشيد، أحمد الجميري، مبارك نجم، عثمان السيد وغيرهم كما أن الإذاعة في المنطقة لعبت دوراً موازياً في انتشار الأغنية، وانطلق جيل جديد من المطربين. نعم كان للفنان الكبير محمد زويد دور في انتشار فن الصوت بجانب محمود الكويتي، عبداللطيف الكويتي، عبدالله فضالة، سالم فرج، إدريس خيري ومن أتى بعد رحيل محمد بن فارس وضاحي بن وليد، وكان للجيل الجديد دوره عبر الإذاعات التي ظهرت في تأكيد هوية الأغنية الخليجية. والعطاء بلا حدود في ظل هواية خالصة. وللحديث بقية.