17 سبتمبر 2025

تسجيل

التعليم والبحث العلمي

10 مايو 2007

الركيزة الاساسية لأي نهضة او تقدم في اي مجتمع، هي الاهتمام بالجوانب التعليمية والعلمية والبحثية، وايلاء هذا الجانب أولوية خاصة، وهذا ما أشارت إليه صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو الأمير المفدى في لقائها مع (الجزيرة) مؤخرا، وفي لقاءاتها الاخرى، بل في التطبيق العملي عبر ايجاد مؤسسات تعليمية عالية الجودة والكفاءة.لقد اكدت سموها ان المرحلة المقبلة في قطر ستكون للبحث العلمي، وهذا هو الرهان والتحدي الكبير الذي يجب ان يتم تجنيد الطاقات له، وبالفعل قد بدأت قطر السير فيه، وما توجيهات سمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه بتخصيص 2.8% من النا القومي للبحث العلمي إلا خير شاهد على ان قطر مقبلة على اهتمام نوعي بهذا الجانب، الذي يبنى عليه مستقبل اي امة عبر التاريخ.أحد المؤلفين الأوروبيين قال في كتاب صدر له قبل فترة ان السبب الرئيسي في سيادة المسلمين للعالم في فترة من الفترات هو تقدمهم العلمي، وامتلاكهم لامكانات علمية عديدة، ونبوغهم في مجال الفكر والابداع والاختراع، وهذه حقيقة بالفعل، فعندما كانت الحضارة الاسلامية سائدة، كان المسلمون يأخذون بناصية العلم والمعرفة، لذلك كانت ديار العرب والمسلمين قبلة لأبناء الغرب، ورأينا كيف كانت اوروبا ترسل ابناءها الى الاندلس والى بغداد والشام، بهدف التعليم، واكتساب المعرفة.اليوم بات العالم العربي (عالة) على الغرب في كل شيء، بدءا من صناعة الابرة، الى صناعة الطائرات والاسلحة، فأمة (اقرأ) لا تجيد القراءة الحقيقية، وأمة سورة (الحديد) لا تجيد صناعة الحديد، اليس في ذلك مفارقة عجيبة.الموازنات المالية في العالم العربي توجه بالدرجة الاولى الى التسليح، و(ياريتنا فالحين)، بل أراضينا محتلة، ومقدساتنا مغتصبة، وكرامتنا ممرغة في التراب، تليها موازنات تخصص لكل شيء باستثناء التعليم والبحث العلمي، الذي اذا ذكر فإنه يأتي في آخر السلم، بل بعد الآخر، وليس هذا فقط، فالموازنات التي تخصص للتعليم تصرف على الرواتب، دون ان يبقى منها (فلس ) لأي باب يمكن ان يصرف على تطوير التعليم او الارتقاء بالقائمين على العملية التعليمية والتربوية، او تخصيص (بقايا) من الموازنات للبحث العلمي.واقع التعليم والبحث العلمي في الوطن العربي بات مزرياً، واذا ما أردنا مستقبلا مشرقا لأجيالنا، فإن أولى الخطوات هي الاهتمام بالتعليم، بجودة التعليم، وبأن يكون نوعيا، حتى تكون المخرجات نوعية كذلك.لذلك فإننا نشد على أيادي قيادتنا الحكيمة في توجهها الراشد نحو التركيز بدرجة كبيرة على التعليم والبحث العلمي، واعطاء هذا الجانب الأولوية القصوى، وجعله في صدارة الأولويات للدولة.