13 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب حضاري

10 أبريل 2019

في الجمعية العامة الـ 140 للاتحاد البرلماني الدولي وعلى أرض قطر الخير -يحفظها الله- الموافق السادس من أبريل 2019، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر - يحفظه الله - كلمة في افتتاح الجمعية الأربعين بعد المائة والاجتماعات المصاحبة، وهنا نستقي من خطاب سمو الأمير - يحفظه الله - بعضاً مما يحسن أن تتعامل معه الدول التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان، وأنها تريد الحرية والعدالة للجميع وسيادة القانون، فإذا بها ترمي كل هذا ولا تدافع إلاّ عن شعوبها الغربية البيضاء، أما الشعوب الأخرى فلا حرية لها ولا عدالة ولا قانون ولا عيش كريما لها، وما جاء في خطاب سموه -يحفظه الله- هو معان وأخلاقيات وقيم عالية المستوى تستوقف وتجبر الجميع على مدارستها، لا بد أن تسود ويستظل الجميع بظلالها فهي للإنسان أينما كان، وتُدرس كذلك في الجامعة الأم «جامعة قطر» لطلابها مادة ومناقشة وأبحاثاً ورسائل جامعية، وفي الجامعات الأخرى المتواجدة على أرض دولة قطر-يحفظها الله-: P {لقد أوجدنا الله في هذه الدنيا مختلفين لنتعارف لا لنتعارك، ولنتكامل لا لنتصادم، وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). هذا التكامل يفسّر لنا أن الإنسان لا يمكن أن يعيش منعزلاً عن المجتمع، فذلك مناقض تماماً لسنة الحياة، وينطبق ذلك على المجتمعات في عالمنا المعاصر، فالانعزالية ليست خياراً». P «ترفض جميع الديانات ممارسة التعذيب والاعتقال التعسفي وامتهان كرامة الإنسان، وقد أصبحت هذه القيم مثبتة في المواثيق الدولية لا يجوز لنظام أن يتنصل منها بحجة الاختلاف». P «ونقيضا سيادة القانون هما الفوضى من جهة، والطغيان من جهة أخرى، وهما وجهان لعملة واحدة، فالطغيان يعني سيادة التعسف كما في حالة الفوضى». P «نعرف جميعاً أنه لا عدالة دون سيادة القانون، ولكن للأسف كثيرون يؤمنون بسيادة القانون دون عدالة». P {كما أن الأفضل لاقتصادات الدول المتقدمة التعاون في نشر السلم وحل الأزمات بدل الاستفادة من النزاعات لبيع السلاح». «تراجع دور القانون الدولي في العلاقات بين الدول والتوجه إلى تغليب سيادة القوة عليه». وأخيرا... فقد أتى خطاب سموه يحفظه الله على الكثير من الأخلاق والقيم الإيجابية العملية، والتي على الجميع ممارستها وتطبيقها واستشرافها لمستقبل الإنسان، ليعيش على هذه الأرض بحرية ضابطة وعدالة اجتماعية سائدة، وينعم بتعليم قوي يبني ولا يهدم، ويقود إلى التقدم والحضارة والنهضة الشاملة للشعوب والعيش الكريم، والسير نحو الإصلاح والتغيير الإيجابي الناهض. فهل تُدرك القوى الكبرى التي تدعي انها متحضرة وتحترم الإنسان وغيرها كل هذه المعاني والقيم الإيجابية الفاعلة الحية؟! أم سيادة شريعة الغاب ومنطق القوة والتعسف وغدر الجار، وحصاره، وامتهان كرامته، وانتهاك حقوقه بسجنه أو قتل جسده، وتشويه أفكاره، ومحاكمته حتى ولو على صمته، وإعطاء أرض الغير بالقوة إلى من لا يملكها ولا أرض له!. كفاكم تناقضاً وازدواجية في تطبيق المعايير!. ◄ ومضة «وما كان هدي محمد صلى الله عليه وسلم بين أصحابه رضي الله عنهم إلاّ مدرسة بلغت رسالة حضارة جديدة». المفكر مالك بن نبي رحمه الله. انتهى الدرس...! [email protected]